ولكنه وجه إليه لكمة شديدة. قبض الرجل على ذراعه قبل أن تصكه الضربة. تلاحما بعنف؛ الشاب يريد أن يصرعه وهو يقاومه بكل ما أوتي من قوة. - كف وإلا دعوت رجالي! - سأنالك قبل أن يأتوا!
ودفعه دفعة قوية فتراجع الرجل مترنحا ولكنه أسند ظهره إلى الجدار. - كف قبل فوات الفرصة. - إنك شر يجب أن يزول. - دعنا نتكلم! - مكيدة جديدة؟
انقض عليه بوحشية وانهال عليه ضربا. وجعل الآخر يدفعه بقوة ولكنه لم يستطع أن يتفادى من ضربات صادقة أصابته في صدره وكتفه. وأخذ الضعف يعتوره وتحاصره اللكمات حتى استشعر دنو الانهيار. - حسبك .. أمسك.
ولكن الآخر ضاعف له الضرب فهتف: كفاية .. ستقتلني. - إلى الجحيم!
فهتف متوجعا: ستقتل أباك!
فصاح به: كف عن الهذيان يا مجرم.
فقال بصوت متحشرج وقد بدأ دفاعه يضعف ويتلاشى: ستقتل أباك، ألا تسمع؟ .. ستقتل أباك .. إني أبوك!
ولما يئس من إدراكه وشعر بدنو النهاية صاح بأعلى صوته: إلي .. إلي .. شيخ عمار.
في الحال اندفع خدم من باب السلاملك. فتح الباب ودخل الشيخ عمار وبعض الرجال يهرولون. انقضوا على الشاب فقبضوا عليه وشلوا حركته. مضى الشيخ مترنحا نحو الديوان وتهالك عليه وهو يتمتم: اقبضوا عليه .. لا تمسوه بسوء.
أخرج منديلا وراح يجفف به دما سائلا من أنفه وفيه، طارحا رأسه على المسند في إعياء شديد. وتمتم مرة أخرى وهو يقرأ في الوجوه غضبا أسود: لا تمسوه بسوء.
Unknown page