ومضى نحو باب الكشك فمرق منه إلى الحديقة وهما يردان وراءه: إلى اللقاء!
واقتربا من باب الكشك متلاصقين وراحا يراقبان ما يحدث في الخارج. لبثا وقتا غير قصير ثم رجعا إلى مجلسهما فيما يشبه الإعياء والحزن. وقال الكهل وكأنه يناجي نفسه: فاتني أن أستوضحه بعض الأمور، كان الوقت قصيرا وحرجا!
فقالت الفتاة: وفاتني أن أدعوه إلى شيء من اللهو!
فقال لها معاتبا: ما زلت قادرة على المزاح! - أنسيت هيامي بالرقص والغناء والمرح؟
فقال بامتعاض: آن لك أن تذهبي إلى شابك الغني من طنطا!
فضحكت قائلة: دعني أعترف لك بأنه حلم لا أساس له في الواقع!
فهتف بغضب: لقد أرهقتني اعترافاتك المتضاربة.
فقالت بتسليم: هلم بنا إلى عنبر لولو!
ونهضت قائمة. لكنه جذبها برقة من يدها فأجلسها مرة أخرى وقال وهو يحني رأسه: دعيني أعترف لك بأن عنبر لولو لم توجد بعد.
فاتسعت عيناها دهشة وتمتمت: ماذا قلت؟ - كانت مجرد مشروع! - مشروع؟! - أجل. - ماذا تملك لتنفيذه؟ - رسمنا له خطة عظيمة في غيابات السجن! - السجن؟! - كان حياتنا الحقيقية، أنا وبعض الزملاء، وقد اشتققنا اسمه من عنبر السجن وأضفنا إليه «لولو» على مثال هونولولو. - وماذا عن تمويله؟ - فكرنا في ذلك بطبيعة الحال، وبالإجماع اتفقنا على وسيلتين لا ثالث لهما؛ وهما السرقة والقتل!
Unknown page