[ذكر ما جاء من الأخبار في اللواط وعقوبته ]
وفي الخبر الثابت الصحيح وما أنزل الله من الحجارة والعذاب الأليم: أن ملكا من الملائكة أمر بقلع أرض قوم لوط سخطا من الله سبحانه عليهم، فيما كانوا يأتون من عظيم الفاحشة، فقلع أرضهم بهم من أسفلها، وحملها بهم على جناحه عند الصبح حتى أقلها، وأمر الله نبيه لوطا أن لا يلتفت إليهم لأن لا يرى عقوبتهم وهولها، فيفزع صلى الله عليه وسلم ويذعر لما يرى بعذابهم من الفضاعة والهول الأكبر.
وذلك أنه ذكر أن الملك لما قلع أرضهم بجناحه وهم فوقها، رماهم الله بحجارة من سجيل وهو يقلبهم وأرضهم في الهوى.
ورموا في ما ذكر من الأخبار بشهب من النيران فأشعلتهم، وأخذتهم الحجارة من السجيل فرضختهم، ثم قلب الملك حين علا بهم في الجو أرضهم فجعل عاليها سافلها عقابا لهم.
فأي أمة بجرم أو ذنب ممن أهلك من الأمم دمروا بمثل هذا التدمير، وعذبوا لشدة سخط الله عليهم بمثل هذا العذاب الهائل الكبير.
وكذلك ذكر عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أنه أتي بذكرين من الرجال أتيا الفاحشة من اللواط فأمر بهما فرفعا إلى أعلا سور حائط عال ثم نكسا فطرحا إلى الأرض من فوق السور وأتبعا بالحجارة رميا، حكما منه عليه السلام فيهما بمثل ما أمكنه بشبيه عقوبتهما بما فعل الله بقوم لوط في مثل فعلهما وخطيئتهما.
Page 44