[صفات أولياء الله]
فسبب أولياء الله من الله بكل كرامة موصول ، وعملهم بولايتهم لله في كل خير عند الله مقبول ، لا يحبط مع زكي عملهم لهم بر ولا عمل ، ولا يلم بهم بعد ولاية الله لهم صغر ولا ذل ، بل لهم مع ما (1) حكم الله به لهم على العباد من البر والمحبة ، ما ذكر الله سبحانه من (2) الفلاح والفوز والنصر والغلبة ، فاسمعوا هديتهم لذكر الله في ذلك ، وخبره فيهم عن أنه كذلك ، إذ يقول سبحانه : ( قد أفلح المؤمنون (1) الذين هم في صلاتهم خاشعون (2) والذين هم عن اللغو معرضون (3) والذين هم للزكاة فاعلون (4) والذين هم لفروجهم حافظون (5) إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين (6) فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون (7) والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون (8) والذين هم على صلواتهم يحافظون (9) أولئك هم الوارثون (10) الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون ) (11) [المؤمنون : 1 11]. ويقول سبحانه : ( ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون ) (52) [النور : 52] ، ويقول جل جلاله ، عن أن يحويه قول أو يناله : ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) (62) [يونس : 62]. ويقول سبحانه في إعزازه في الدنيا لأوليائه ، وما من به عليهم فيه من نصره وإعلانه : ( إنهم لهم المنصورون (172) وإن جندنا لهم الغالبون ) (173) [الصافات : 172 173]. وفي ذلك ما يقول الله تعالى : ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون ) (8) [المنافقون : 8]. وقال فيما وصفهم به من الإخاء والولاء : ( إنما المؤمنون إخوة ) [الحجرات : 10] ، فثبتت بينهم (3) بتثبيت الله في الله ولله الموالاة والأخوة ، فهم الإخوة المتبارون ، والأولياء المتناصرون ، والمؤمنون بمن الله عليهم من كبائر العصيان ، (وبإيمانهم (4) استحقوا عند الله اسم
Page 242