288

Hidāyat al-rāghibīn ilā madhhab al-ʿitra al-ṭāhirīn

هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين

Genres

Qur’an

حتى أدى حق الرسالة، وقام بشرط الأمانة، ووعظ ونصح، وبلغ وأسمع، ثم نقله الله إلى ما أعد له من الكرامة، وأنزله منازل رحمته، واستأثر له ما لديه، وقبضه إليه راضيا عمله قابلا سعيه، فابتدأ كثير من الأمة في تبديل سنته، والإلتواء على عترته، كأن لم يسمعوا قول الله حيث يقول: {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى} [الشورى:23] ، وقوله تعالى: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا(33)} [الأحزاب] ، وحيث يقول: {فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين (61)} [آل عمران] .

فجعل الأبناء الحسن والحسين، والنساء فاطمة، والأنفس نفسه ونفس علي صلوات الله عليهم، فانظر كيف نزههم الله تعالى محققا أنهم أولو الصدق.

ثم ألزم المؤمنين متابعتهم، والكون معهم بقوله: {ياأيها الذين ءامنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين (119)} [التوبة] ، ولم يسمعوا ما أنزل الله في أمير المؤمنين حيث تصدق بخاتمه راكعا إذ يقول عز قائلا: {إنما وليكم الله ورسوله والذين ءامنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون(55)} [المائدة] .

Page 332