208

Hidayat Raghibin

هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين

وروي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام قال: (يخطب على أعوادكم يا أهل الكوفة سنة تسع وتسعين ومائة في جمادى الأولى لرجل منا أهل البيت يباهي الله به الملائكة) فكان عليه السلام هو المختص بهذه المنقبة الشريفة، والفائز بهذه الرتبة الزليفة.

وما ظنك بإمام القاسم بن إبراهيم أحد دعاته وأعوانه وأتباعه،

وكان في زمنه سيد أبناء دهره، وأشجع أهل عصره.

[قيامه عليه السلام]

ومن غريب ما اتفق له في أسباب دعوته أنه رأى بظاهر الكوفة عجوزا تتبع أحمال الرطب فتلقط ما سقط منها، فتجمعه في كساء عليها رث، فسألها عن ذلك فقالت: إني امرأة لا رجل لي يقوم بمؤنتي ولي بنتان لا يعدن على أنفسهن بشيء، فأنا أتبع مثل هذا من الطريق فأتقوته أنا وولدي، فبكى بكاء شديدا فقال: أنت والله وأشباهك تخرجوني غدا حتى يسفك دمي، ونفذت بصيرته في الخروج.

وعاصره من سادات أهل البيت علي بن عبيدالله بن الحسين بن علي بن الحسين، وعبدالله بن موسى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن؛ فأما علي بن عبيدالله فكان مشغولا بالعبادة لا يصل إليه أحد ولا يأذن له، وأما عبدالله بن موسى فكان خائفا مظلوما لا يلقاه أحد، وأما محمد بن إبراهيم فكان يفارق الناس.

وكان أبوه من جملة من حبسه المهدي حتى توفي، ثم حبسه ابناه موسى وهارون، وقيل إنه عليه السلام مات في حبسهما.

Page 252