206

Hidayat Raghibin

هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين

فلينظر المنصف فضل العترة المطهرة ، وماذا لاقته من علماء الدنيا

عبيد الدنيا ورفضة الآخرة، فليأخذ المنصف لنفسه بالوثيقة، وليعرف في الدين أهل الحقيقة، ولم نذكر وفاة يحيى عليه السلام وما اختلف فيه من أسبابها، والجملة أنه مات شهيدا، وذهب هارون المكنى بالرشيد خاسرا، ومضى يحيى بن عبدالله رشيدا.

* * * * * * * * * * * *

[الإمام إدريس بن عبدالله بن الحسن (ع)]

(...- 177ه /...- 794م)

وأما الإمام الزاهد التقي إدريس بن عبدالله بن الحسن بن الحسن عليهم السلام:

فإنه كان فاضلا زاهدا تقيا عالما صالحا زكيا، نشأ على طريق أهله الأطهار، وسلفه الأبرار، مرتضعا أخلاف العلم ، مرتديا أثواب الحلم، جمع خصال الإمامة، وأحرز قصبات السبق في الزعامة، وكان من أصحاب الحسين الفخي وحضر الوقعة وقاتل وأصابته جراحة صبغت قميصه دما.

قام عليه السلام بديار الغرب، ودعا هنالك وأجابه خلق كثير، وله دعوة عجيبة تدل على فضله وبراعته، وعلمه وبلاغته، وهو شبيه بكلام أخيه يحيى بن عبدالله عليهما السلام قال في آخرها: (وأنا المظلوم الملهوف الطريد الشريد، الخائف الموتور، الذي كثر واتره، وقل ناصره، وقتل إخوته وأبوه، وجده وأهله؛ فأجيبوا داعي الله فقد دعاكم إلى الله).

ولما ظهر إدريس عليه السلام ضاقت بهارون مذاهبه، وانكدرت عليه مشاربه؛ فلم يزل يعمل المكائد في هلكه خوفا منه على ملكه فقتله بالسم ، ومات إدريس عليه السلام مسموما.

Page 250