142

Hidāyat al-ḥayārā fī ajwibat al-Yahūd waʾl-Naṣārā

هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى

Investigator

محمد أحمد الحاج

Publisher

دار القلم- دار الشامية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٦هـ - ١٩٩٦م

Publisher Location

جدة - السعودية

رِجَالُ بَنَاوَتَ، يُرِيدُ سَدَنَةَ الْكَعْبَةِ وَهُمْ أَوْلَادُ بِنْتِ ابْنِ إِسْمَاعِيلَ.
قَالُوا: فَهَذِهِ الصِّفَاتُ كُلُّهَا حَصَلَتْ لِمَكَّةَ، فَإِنَّهَا حُمِلَتْ إِلَيْهَا ذَخَائِرُ الْبَحْرِ، وَحَجَّ إِلَيْهَا عَسَاكِرُ الْأُمَمِ، وَسِيقَ إِلَيْهَا أَغْنَامُ قِيدَارَ هَدَايَا، وَأَضَاحٍ وَقَرَابِينَ، وَضَاقَتِ الْأَرْضُ عَنْ قَطَرَاتِ الْإِبِلِ الْمُؤَبَّلَةِ الْحَامِلَةِ لِلنَّاسِ وَأَزْوَادِهِمْ، وَأَتَاهَا أَهْلُ سَبَأٍ، وَهُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ.
قَوْلُ أَشْعِيَا فِي مَكَّةَ أَيْضًا: وَقَدْ أَقْسَمْتُ بِنَفْسِي كَقَسَمِي أَيَّامَ نُوحٍ أَنِّي أُغْرِقُ الْأَرْضَ بِالطُّوفَانِ إِنِّي لَا أَسْخَطُ عَلَيْكِ وَلَا أَرْفُضُكِ، وَإِنَّ الْجِبَالَ تَزُولُ وَإِنَّ الْقِلَاعَ تُخَطُّ وَرَحْمَتِي عَنْكِ لَا تَزُولُ.
ثُمَّ قَالَ: يَا مِسْكِينَةُ، يَا مُضْطَهَدَةُ، هَا أَنَا ذَا بَانٍ بِالْجِصِّ حِجَارَتَكِ، وَمُزَيِّنُكِ بِالْجَوَاهِرِ، وَمُكَلِّلٌ بِاللُّؤْلُؤِ سَقْفَكِ، وَبِالزَّبَرْجَدِ أَبْوَابَكِ، وَتَبْعُدِينَ مِنَ الظُّلْمِ فَلَا تَخَافِي، وَمِنَ الضَّعْفِ فَلَا تَضْعُفِي، وَكُلُّ سِلَاحٍ يَصْنَعُهُ صَانِعٌ لَا يَعْمَلُ فِيكِ، وَكُلُّ لِسَانٍ وَلُغَةٍ تَقُومُ مَعَكِ بِالْخُصُومَةِ تُفْلِحِينَ مَعَهَا، وَيُسَمِّيكِ اللَّهُ اسْمًا جَدِيدًا - يُرِيدُ أَنَّهُ سَمَّاهَا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ - فَقُومِي فَأَشْرِقِي فَإِنَّهُ دَنَا نُورُكِ، وَوَقَارُ اللَّهِ عَلَيْكِ، انْظُرِي بِعَيْنَيْكِ حَوْلَكِ فَإِنَّهُمْ مُجْتَمِعُونَ. يَأْتُونَكِ بُنُوكِ وَبَنَاتُكِ عَدْوًا، فَحِينَئِذٍ تَشْرُفِينَ وَتَزْهُرِينَ، وَيَخَافُ عَدُوُّكِ، وَيَتَّسِعُ قَلْبُكِ، وَكُلُّ غَنَمِ قِيدَارَ تُجْمَعُ إِلَيْكِ، وَسَادَاتُ بَنَاوَتَ يَخْدِمُونَكِ. وَبَنَاوَتُ هُوَ بنْتُ ابْنِ إِسْمَاعِيلَ، وَقِيدَارُ جَدُّ النَّبِيِّ ﷺ، وَهُوَ أَخُو بَنَاوَتَ.

2 / 358