Hidayat Mustarshidin
هداية المسترشدين
Investigator
مؤسسة النشر الإسلامي
Publisher
مؤسسة النشر الإسلامي
Edition Number
الأولى
Publication Year
1421 AH
Publisher Location
قم
Genres
للماهيات من حيث هي الشاملة للوجود منها في الذهن أو الخارج فصح ما ذكر من التفصيل.
قال بعض أفاضل المحققين: إن هذا هو الحق الذي لا محيص عنه إن أريد بوضع الألفاظ للجزئيات الموجودة في الذهن أو الخارج وضعها للذوات المعينة التي لو كانت موجودة لكانت موجودة في الذهن أو الخارج، على أن يكون الوجود الخارجي أو الذهني وضعا تقديريا للموضوع له، فإنه لو اعتبر الوجود جزء من الموضوع له أو وصفا محققا له - كما يوهمه ظاهر القول بأنها موضوعة للموجودات الذهنية أو الخارجية - كان فاسدا، فإنا نقطع بأن المفهوم من زيد مثلا ليس إلا الذات المشخصة من دون التفات إلى كونها موجودة في الخارج أو معدومة فيه، ولذا صح الحكم عليه بالوجود والعدم الخارجيين وجاز التردد في كونه موجودا في الخارج أو لا، قال (رحمه الله): والظاهر أن مراد القائل هو ذلك المعنى وإن كانت عبارته موهمة لخلافه.
قلت: إن صح ما ذكر في الاحتجاج على وضع الجزئيات للأمور الخارجية أو الذهنية من عدم تعين الماهية مفهوما إلا بعد ضم الوجود - بأن لا يكون هناك وراء عين الوجود الخارجي أو الذهني أمر يوجب تعين ذلك المفهوم - فحينئذ كيف يمكن أن يتعين لها ذات من دون انضمام الوجود الخارجي أو الذهني إليها، وأيضا بعد فرض عدم تعين الماهية بملاحظة الخارج إلا بانضمام عين الوجود الخارجي إليها مع ما هو واضح من عدم إمكان حصول عين الوجود الخارجي في الذهن لا يمكن القول بحصول مفهوم الجزئي في الذهن، نظرا إلى عدم إمكان حصول ما يعينه فيه، فحينئذ كيف يصح القول بوضع الألفاظ بإزائها؟ ضرورة كون المقصود من وضعها إحضار معانيها بالبال عند استعمال ألفاظها والمفروض امتناع حصولها كذلك.
وإن قيل بإمكان تعين الماهية بحيث تكون مفهوما يمتنع صدقه على كثيرين مع قطع النظر عن تحقق الوجود له في الخارج وعدمه - كما هو قضية ما ذكر
Page 355