259

وأقبل يقرأ الكتاب ويطويه من أعلاه وينشره من أسفله ويتبسم حتى أتى على آخره ثم قال: سألتما سيدي أن يكتب لكما كتابا إلي لتكلماني فنظر إلي قلنا يا سيدنا هكذا كان قال: محمد بن سنان يا سيدي اردد إلي بصري أنظر إليك وارددني محجوبا فإن هذه آيتي مع أبيك وجدك موسى وجعفر قال: فمسح يده على عيني فرجعت بصيرا ثم رد يده على وجهي فرجعت محجوبا فقلت بطرسيا فحرك رجله إلى صدر موفق وقال باخ باخ حكاية لما يقوله إذا ناغى قال صفوان بن يحيى، ومحمد بن سنان ما أخذنا الكتاب إلا ونحن لا نشك أنه الإمام بعد أبيه فأرانا دلالته وخاطبنا وقرأ الكتاب من أوله إلى آخره ثم عاد إلى حكاية طفوليته إن هذا برهان عظيم.

وعنه عن أبي الحسن محمد بن يحيى عن محمد بن حمزة بن القاسم الهاشمي، عن علي بن محمد بن علي بن أحمد بن أبي الحسن، قال: دخلت على أبي جعفر في صبحة عرسه بأم الفضل بنت المأمون وكنت أول من دخل عليه في ذلك اليوم فدنوت منه وقعدت فوجدت عطشا شديدا فجللته أن أطلب الماء فنظر إلي وقال يا علي: شربت الدواء بالليل وتغديت علي بكرة فأصبت العطش واستحييت تطلب الماء مني فقلت: والله يا سيدي هذه صفتي ما غادرت منها حرفا فصاح في نفسه يا غلام تسقيني فقلت في نفسي يا ليت لا يسقى الماء واغتممت فأقبل الغلام ومعه الماء فنظر إلى الماء وإلي وتبسم وأخذ الماء وشرب منه وسقاني فمكث قليلا وعاودني العطش فاستحييت أطلب الماء فصاح بالخادم وقال تسقيني ماء فقلت في نفسي مثل ذلك القول الأول وأقبل الخادم بالماء فأخذه وشرب منه وسقاني فقلت لا إله إلا الله أي دليل دل على إمامته من علمه ما أسره في نفسي فقال: يا علي والله نحن كما قال تعالى: أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون @HAD@ فقمت وقلت لمن كان معي هذه ثلاث براهين رأيتها من أبي جعفر (عليه السلام) في مجلسي هذا فقال:

من لا علم له بفضله إني لأحسب هذا الهاشمي كما يقال إنه يعلم الغيب

Page 301