معرفة معنى المعان، قال جابر: فقلت سيدي ومولاي وفقني على إثبات التوحيد فهي معرفة الله الأزل القديم العلي العظيم الذي لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير @HAD@ وهو غيب باطن ليس يتدارك كما وصف نفسه عز وجل وأما المعاني فنحن معانيه وظاهره فينا اختارنا من نور ذاته وفوض إلينا أمر عباده فنحن نفعل بإذنه ما نشاء ونحن لا نشاء إلا ما شاء الله وإذا أردنا أراد الله أحلنا الله هذا المحل واصطفانا من بين عباده وخصنا بهذه المنزلة الرفيعة السنية وجعلنا عينه على عباده وحجته في بلاده ووجهه وآياته فمن أنكر من ذلك شيئا ورده فقد رد على الله وأنبيائه وآياته ورسله، يا جابر من عرف الله بهذه الصفة فقد أثبت التوحيد لأن هذه الصفة موافقة لكتاب الله المنزل وهو قوله: لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير
وقوله تعالى: لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون
ذاته اختصهم الله بالفضل وأعزهم بالروح التي هي منه لم يطفأ بتلك الروح والنور الذي هو منه عزنا وأنت عارف خبير مستبصر كامل بالغ، قال جابر: إنا لله ما أقل أصحابي، قال: هيهات يا جابر: أتدري كم على وجه الأرض من أصحابك، قلت: يا ابن رسول الله كنت أظن أن في كل بلدة ما بين المائة إلى المائتين وكل إقليم ما بين الألف إلى الألفين، لأنا كنا نظن أنهم أكثر من مائة ألف في أطراف الأرض ونواحيها.
قال: يا جابر خاب ظنك وقصر رأيك أولئك هم المقصرة وليس من أصحابك قلت: يا ابن رسول الله ومن المقصرة قال الذين يقصرون عن معرفة الأئمة وعن معرفة ما فوض إليهم من روحه، قال جابر: من علي يا سيدي، قال: أن تعرف كل من خصه الله بالروح فقد فوض إليه أمره أن يخلق بإذنه ويعلم ويخبر بما في الضمائر ويعلم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة وذلك أن هذه الروح من أمر الله عز وجل خصه بهذه الروح وهو
Page 230