الناس فجاؤا حتى نظروا إلى الحربة تهتز في بدنه فقال لهم هل أنا يا أهل الكوفة أخبرتكم ما تفعلونه وكذبتموني وأخذ الحربة وصاح بالرحيل وانكفأ من المدائن جريحا وكان له بالكوفة خطبا وخطابا كثيرا يسب فيه أهل الكوفة ويلعنهم وقال لهم إن يزيد بن سنان ابن أخي جرير بن عبد الله البجلي رماني بحربة فاطلبوه فخرج من الكوفة وسلم ولحق بمعاوية ورحل الحسن (عليه السلام) من الكوفة وسلم الأمر إلى معاوية وقلدها معاوية إلى زياد لعنه الله
فكان هذا من دلائله (عليه السلام).
وعنه عن أبي الحسن عن أبي قرنة عن جعفر بن يزيد الخزاز عن محمد بن علي الطوسي الرسي عن علي بن محمد عن الحسن بن عبد الله عن صندل عن أبي أسامة عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: خرج الحسن بن علي (عليهما السلام) إلى مكة سنة من السنين ماشيا من المدينة، فتورمت قدماه فقال له بعض مواليه: لو ركبت سكن عنك هذا الورم الذي برجليك، قال كلا إذا أتيت المنزل سيلقاك أسود معه دهن لهذا الورم فاشتره ولا تماسكة [تماكسه فقال مولاه بأبي أنت وأمي أتيت منزلا ليس فيه أحد يبيع هذا الدواء قال بلى إنه أمامك دون المنزل فسار مليا فإذا الأسود قد قابله قال الحسن لمولاه دونك الرجل فخذ منه الدهن وأعطه الثمن فقال الأسود ويحك يا غلام لمن أردت هذا الدهن؟ فقال: للحسن بن علي (عليهما السلام) فقال انطلق بي إليه فأخذ بيده حتى أدخله عليه فقال: بأبي أنت وأمي لم أعلم أنك محتاج إلى الدهن فلست آخذ له ثمنا أنا مولاك ولكن ادع الله لي أن يرزقني ذكرا سويا يحبكم أهل البيت، فقد خلفت أهلي بمحضر، قال انطلق إلى منزلك فإن الله قد وهب لك ذكرا سويا وهو لنا شيعة فرجع الأسود فإذا أهله قد وضعت غلاما سويا، فرجع [إلى الحسن (عليه السلام) فأخبره بذلك فدعا الله له وقال له خير [خيرا ومسح رجله بذلك الدهن وخرج من مجلسه وقد سكن ما به ومشى على قدميه
فكان هذا من دلائله (عليه السلام).
Page 194