أمير المؤمنين (عليه السلام): لكأني أنظر إليه وإلى منزلته في الجنة وزوجاته التي أكرمه الله بها
فكان هذا من دلائله (عليه السلام).
وعنه عن أحمد بن محمد الحجال الصيرفي عن محمد بن جعفر الصيرفي عن محمد بن علي عن أبي حمزة الثمالي عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: مد الفرات عندهم بالكوفة على عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو بها مقيم مدة عظيمة حتى طغى وعلا كالجبال وصار بإزاء شرفات الكوفة وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) في ذلك اليوم قد خرج إلى النجف، ونفرا من أصحابه فنظر إلى بعض النجف وقال للنفر الذين معه إني أرى النجف يخبر أن الماء قد طغى في الفرات حتى أوفى على منازل الكوفة وأن الناس بها ضجوا وفزعوا إلينا فقوموا بنا إليهم فأقبل هو والنفر إلى الكوفة وتلقاه أهلها صارخين مستغيثين فقال: ما شأنكم طغى الماء عليكم، ما كان الله ليعذبكم وأنا فيكم، وسار يريد الفرات والناس من حوله حتى ورد على مجلس لثقيف فتغامزوا عليه وأشار إليه بعض أحداثهم، فالتفت إليهم أمير المؤمنين مغضبا فقال صغار الخدود، قصار الغمود، بقايا ثمود، عبيد بني عبيد، من يشتري مني ثقيف برغيف، فإنهم عبيد زيوف، فقام إليه مشايخهم، فقالوا: يا أمير المؤمنين إن هؤلاء شباب لا يعقلون فلا تؤاخذنا بهم فو الله إنا لهذا كارهون، وما أحد منا يرضى به فاعف عنا، عفا الله عنك فقال (عليه السلام): لست أعفوا [أعفو عنكم إلا على أن لا أرجع إلى الفرات أو تهدموا مجلسكم هذا وكان منظرا وروشنا مشرف وميزاب يصب إلى طريق المسلمين، وتسدون بلاليعكم فيها فقالوا نفعل يا أمير المؤمنين، وسكروا مجلسهم وفعلوا كل ما أمرهم به حتى أتى إلى الفرات وهو يزخر بأمواج كالجبال فسقط الناس لوجوههم وصاحوا: الله الله يا أمير المؤمنين ارفق برعيتك فنزل وأخذ قضيب رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقرعه قرعة واحدة، وقال: اسكن يا أبا خالد فانزجر الماء فما أتم كلامه، حتى
Page 150