100

خلقا كان خيرا منه، وبالله الذي لا يحلف بأعظم منه وبرسوله ورسله وكتبه كلها إني لست ساحرا ولا كذابا، ولا يعرف هذا إلا لي ولرسوله (صلى الله عليه وآله) أنهاه الله إلى رسوله، وأنهاه رسوله إلي، وأنهيته إليكم فصدق رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وكذبتموني وكذبتم رسله وننبئ عن الله، فإذا رددتم على رسول الله فقد رددتم على الله، ثم قال: وأنتما راجعان معي وفي قلوبكما مرض وسيرجع أحدكما كافرا قالا يا أمير المؤمنين نرجو أن لا نكفر بعد الإيمان، قال: هيهات المؤمن قليل، كما قال الله وما آمن معه إلا قليل @HAD@ حتى إذا صار إلى مسجد الكوفة، ودعا بدعوات فسمعناها فإذا حصى المسجد درا وياقوتا ولؤلؤا، فقلنا: يا أمير المؤمنين هذا در وياقوت ولؤلؤ فقال لو أقسمت على الله فيما هو أعظم من هذا لأبر قسمي، فرجع أحدهما كافرا والآخر مثبتا، وأخذ درة من ذلك الدر بيضاء لم ينظر مثلها وقال يا أمير المؤمنين قد أخذت من ذلك الدر درة واحدة وهي معي، قال فما دعاك إلى هذا قال: أحببت أعلم أحق هو أم باطل؟ قال له أمير المؤمنين: إنك إن رددتها إلى موضعها الذي أخذتها منه عوضك الله، إن لم تردها عوضك منها النار، فقام الرجل فردها إلى موضعها فتحولت حصاة كما كانت، فأخبره فقال أحسنت.

وكان مما روى عمرو بن الحمق وأبو الحارث الأعور وميثم التمار،

فكان هذا من دلائله (عليه السلام).

وعنه عن علي بن الحسين عن إسماعيل بن دينار، عن عمر بن ثابت، عن حبيب عن الحارث الأعور أنه كان يوما مع أمير المؤمنين (عليه السلام) في مجلس القضايا، إذ أقبلت امرأة مستعدية على زوجها فتكلمت بحجتها وتكلم زوجها بحجته، فأوجب بحجته القضاء عليها فغضبت غضبا شديدا ثم قالت: يا أمير المؤمنين حكمت علي بالجور وما بهذا أمرك الله، قال أمير المؤمنين: يا سلفع يا مهيع يا فردع بل حكمت عليك بالحق الذي تعلمينه فلما سمعت هذا الكلام قامت من بين يديه منسحبة ولم ترد

Page 130