Swinburne
في كتابه
A Study of Shakespeare (دراسة لشيكسبير، 1879م، والطبعة التي بين أيدينا هي الطبعة الرابعة الصادرة عام 1902م) والدكتورة كارولاين سبيرجون في كتابها الشهير الصور الفنية عند شيكسبير ودلالاتها
Caroline Spurgeon,
Shakespeare’s Imagery and What It tells us (1935م)؛ إذ لفتت الأنظار إلى الوحدة التي يتسم بها بناء الصور الشعرية في المسرحية كلها مما يقطع بأن مؤلفها واحد، فقد وضعت يدها على أهم ملمح من ملامح هذه الصور، وهو الحركة المادية العنيفة، التي تهب اللغة طابعا ديناميكيا، يعوض المسرحية عما تفتقر إليه من الحركة الجسدية؛ ف «التفاعلات» داخل نفوس الشخصيات، والمؤامرات التي يحوكها «وولزي»، ومحاكمات الأشخاص وسقوطهم، يقدمها شيكسبير إلينا من خلال الحركة، وخصوصا من خلال صورة تحمل الأعباء والخلاص منها، أو من خلال صور حركة السقوط، فالذي يبدأ في المشاهد الافتتاحية يستمر في المشاهد التالية؛ إذ نقرأ في البداية عمن «دبر الاحتفال العظيم ... من صور جسده وفصل أطرافه» (1 / 1 / 45-46)، وعن المعاهدة التي كالكأس التي «لم تحتمل التنظيف فانكسرت» (1 / 1 / 168)، وعن «قطع الحماية عن الرعايا»، وعما «يتسلل إلى قلب الضمير» (2 / 2 / 17)، ثم نجد الصور نفسها في مشهد منسوب إلى فلتشر، حيث توصف مؤامرات وولزي على النحو التالي:
لقد نجح في فصم عرى التحالف
بيننا وبين إمبراطور إسبانيا (ابن شقيقة الملكة )،
كما نجح في النفاذ إلى أعماق قلب الملك، وبث فيه
التشكك من صحة زواجه، وغرس فيه بذور الأخطار
وآلام الضمير ...
Unknown page