52

Revelation of the Throats in Silencing the Opponent When Considering the Rulings of Destiny

حز الغلاصم في إفحام المخاصم عند جريان النظر في أحكام القدر

Investigator

عبد الله عمر البارودي

Publisher

مؤسسة الكتب الثقافية

Edition Number

الأولى

Publication Year

1405 AH

Publisher Location

بيروت

أَفعَال الْعباد خلق لَهُم انفردوا بهَا دون بارىء النسم وموجد الْخلق بعد الْعَدَم ويزعمون أَن الْخَالِقِينَ كثير ويحتجون بقوله تَعَالَى ﴿فَتَبَارَكَ الله أحسن الْخَالِقِينَ﴾ وَيَقُولُونَ لَوْلَا أَن ثمَّ خالقين كثيرا وَأَن الله أحْسنهم خلقا لما قَالَ فَتَبَارَكَ الله أحسن الْخَالِقِينَ وَقد أكذبهم الله تَعَالَى فِي هَذِه الْآيَة بقوله تَعَالَى ﴿أم جعلُوا لله شُرَكَاء خلقُوا كخلقه﴾ وَذَلِكَ أَن حَرَكَة الارتعاش فِي يَد العَبْد هم موافقون لنا أَنَّهَا خلق الله تَعَالَى دون العَبْد لِأَنَّهَا وَاقعَة بقدرة الله وإرادته وَلَا قدرَة للْعَبد عَلَيْهَا وَلَا إِرَادَة فَإِذا أَرَادَ العَبْد أَن يُحَرك يَده بِاخْتِيَارِهِ وإرادته حَرَكَة تشبه الارتعاش قَالُوا هَذِه خلق للْعَبد لِأَنَّهَا وَقعت بقدرته وإرادته فقد ﴿جعلُوا لله شُرَكَاء خلقُوا كخلقه فتشابه الْخلق عَلَيْهِم﴾ فأكذبهم الله تَعَالَى فَقَالَ ﴿قل الله خَالق كل شَيْء﴾ بِمَعْنى هُوَ الْمُنْفَرد بِخلق جَمِيع الْأَجْسَام والأعراض كلهَا وخالق أَفعَال خلقه كَمَا قَالَ ﴿وَالله خَلقكُم وَمَا تَعْمَلُونَ﴾ ثمَّ قَالَ ﴿وَهُوَ الْوَاحِد القهار﴾ وَاحِد فِي ذَاته وَاحِد فِي صِفَاته وَاحِد فِي أَفعاله قهار لجَمِيع خلقه داخلون تَحت قدرته ﴿وَالسَّمَاوَات مَطْوِيَّات بِيَمِينِهِ﴾ ومقهورون فِي قَبضته وَتَحْت سُلْطَانه قهر اقتدار لَا إِلَه إِلَّا هُوَ الْوَاحِد القهار وَاعْلَم أَن هَؤُلَاءِ الَّذين لم يؤتوا إِلَّا من قلَّة الْفَهم وَعمي البصائر ظنُّوا أَن الْخلق لايكون إلابمعنى الإختراع والايجاد والابتداع تَعَالَى الله أَن يكون مَعَه شريك فِي ملكه وسلطانه وجبروته أويكون أحد خَالِقًا لشَيْء سواهُ وَإِنَّمَا الْخلق فِي هَذِه الْآيَة

1 / 69