14

Revelation of the Throats in Silencing the Opponent When Considering the Rulings of Destiny

حز الغلاصم في إفحام المخاصم عند جريان النظر في أحكام القدر

Investigator

عبد الله عمر البارودي

Publisher

مؤسسة الكتب الثقافية

Edition Number

الأولى

Publication Year

1405 AH

Publisher Location

بيروت

إِسْمَاعِيل بَين مكي بن عَوْف أعزه الله فِي مجْلِس رضوَان بن الوحشي وَهُوَ سُلْطَان مصر مَعَ رجل من كبار الأمامية يُقَال لَهُ ابْن الصَّغِير سَأَلَهُ رضوَان أَن يتَكَلَّم مَعَه فِي هَذِه الْمَسْأَلَة قَالَ الشَّيْخ الْفَقِيه أَبُو طَاهِر فِي كتاب صنفه لرضوان هَذَا فِيهِ الرَّد على الإمامية يُقَال لَهُ كِفَايَة المقتصد وَنِهَايَة الْمُجْتَهد قرأته عَلَيْهِ ﵁ وَهُوَ كتاب مُفِيد جدا أودع مناظرته مَعَه فِي هَذَا الْكتاب يَقُول فِيهِ سَأَلته عَن خلق الْأَفْعَال الَّتِي تصدر عَن الْعباد أَهِي خلق الله أَو خلق لَهُم قَالَ ﵁ فَسَأَلته بِلَفْظ الْقُرْآن لَعَلَّه يتَنَبَّه أَو يستحي فَقلت لَهُ ﴿هَل من خَالق غير الله﴾ ففكر سَاعَة ثمَّ قَالَ الله خَالق أَفعاله والانسان خَالق أَفعاله قَالَ فَقلت إنفرد الانسان لخلق أَفعاله واستبد بهَا قَالَ نعم قَالَ فَقلت لَهُ يَا هَذَا لقد أشركت بِاللَّه فَقَالَ وَمن أَيْن أشركت بِاللَّه وتطاول لَهَا رضوَان وأصغى إِلَى مَا ألقِي فَقلت من جملَة أَفعَال الانسان وَهُوَ أشرف من سَائِر الْمَخْلُوقَات كلهَا الْجَوَاهِر وَبَقِيَّة الْأَعْرَاض فقد صَار مَا خلقه الانسان أشرف مِمَّا خلقه الله تَعَالَى وَالله يَقُول ﴿مَا اتخذ الله من ولد وَمَا كَانَ مَعَه من إِلَه إِذا لذهب كل إِلَه بِمَا خلق ولعلا بَعضهم على بعض سُبْحَانَ الله عَمَّا يصفونَ﴾ وَإِذا كَانَ الْإِنْسَان هُوَ خَالق الْإِيمَان وَهُوَ أفضل واشرف من بَقِيَّة الْمَخْلُوقَات فقد ذهب الانسان بِمَا خلق وَذهب الله بِمَا خلق وَعلا الْإِنْسَان على رب الْعباد جلّ ذَلِك الْجلَال أَن توزن صِفَاته بميزان عقل الإمامية واهل الاعتزال فَتَأمل راشدا هَذَا السُّؤَال وَهَذَا الْجَواب وَهَذَا الإفحام فِي هَذَا الْمقَام

1 / 30