كانت هناك أصوات غريبة بالنسبة لهذا الموسم من العام؛ أصوات أطفال على الرصيف يقفزون ويغنون بأصواتهم النقية البريئة:
على الجبل تقف سيدة
لا أعرف من هي.
لا ترتدي سوى الذهب والفضة.
لا تحتاج سوى زوجأ جديدا من الأحذية!
وسمعنا أصوات الطواويس، فنزلنا إلى الأرض، وأخذنا ننظر إليها عبر الحديقة في ذلك الشارع الذي يقع خلف المنتزه، وهو شارع بائس لا اسم له يمتد حتى النهر. كانت الطواويس ملكا لرجل يسمى بورك تشايلدز، كان يعمل سائقا لشاحنة القمامة الخاصة بالمدينة. ولم يكن بذلك الشارع أرصفة، فكنا نضطر لأن ندور حول البرك الصغيرة الموحلة التي تومض بالطمي الناعم. وكان بورك تشايلدز يملك حظيرة لطيوره خلف منزله، ولم يكن منزله أو حظيرته مطليين.
كانت الطواويس تتجول تحت أشجار البلوط العارية، كيف يمكن أن ننساها من ربيع لآخر؟
كان من السهل نسيان إناث الطواويس بألوانها الكئيبة. أما الذكور فلم تخيب ظننا قط. فقد كانت ألوانها الأساسية المذهلة - اللون الأزرق على الصدور والأعناق - والريش الداكن يلمعان هناك مثل بقع من الحبر أو النباتات الناعمة أسفل بحيرة من المياه الاستوائية. كان أحدها فاردا ذيله فظهرت ألوانه ساطعة يراها الأعمى كقماش ساتان مطبوع. كانت هذه الطيور ذات الرءوس الحمقاء الصغيرة المتوجة المتألقة في الربيع البارد من عجائب جوبيلي.
من جديد حدثت جلبة لكنها لم تكن تصدر عن أي منها، وإنما جذبت أنظارنا إلى الأعلى، فرأينا ما لم تكن عقولنا ستصدقه لولا أننا رأيناه بأنفسنا؛ رأينا الطاووس الأبيض الوحيد فوق شجرة وذيله مفرود بالكامل وهو يهبط من بين أغصان الشجرة وكأنه ماء ينهمر فوق صخرة. لقد كان أبيض نقي اللون، تحفة فنية. ومن مقره المختبئ فوق الشجرة، أخذ يطلق تلك الصرخات المدوية التقريعية المشاغبة.
قالت ناعومي: «إن الجنس هو الذي يجعلها تصرخ.»
Unknown page