ولكنه لم يفعل، ولم تظهر مادلين قط. واعتقدت أمي أنه سوف يذهب لتناول العشاء في منزله، ولكنه ظل يأتي إلى مطبخ منزلنا كالعادة، فسألته قائلة: «كيف حال زوجتك؟ كيف تتدبر أمورها؟ هل تعرف كيف تتعامل مع هذا النوع من المواقد؟» وكان هو يجيب على كل التساؤلات بإيجاب غامض وهو يضحك ضحكة خافتة ويهز رأسه.
وفي المساء عندما أنهى عمله قال لي: «أترغبين في رؤية شيء جديد؟» «ماذا؟» «تعالي وسوف ترين.»
تبعته أنا وأوين عبر الحقول حتى استدار وأوقفنا عند حدود فناء منزله.
فقلت: «أوين يرغب في رؤية النمس.» «عليه أن ينتظر حتى وقت آخر، لا تقتربا أكثر من ذلك.»
وبعد قليل خرج من المنزل حاملا طفلة صغيرة، فأصبت بخيبة الأمل، فلم تكن سوى طفلة صغيرة. فأجلسها على الأرض، فانحنت وهي تتمايل والتقطت ريشة غراب.
قال العم بيني وهو يداعب الطفلة: «أخبرينا باسمك. ما اسمك؟ هل هو ديان؟ أخبري الطفلين باسمك.»
ولكنها لم تقل شيئا. «يمكنها أن تتحدث جيدا إذا أرادت، يمكنها أن تقول ماما وبيني وديان وأريد الماء، أليس كذلك؟ هل تريدين الماء؟»
خرجت فتاة ترتدي سترة حمراء إلى الشرفة. «تعال إلى هنا!»
هل كانت تنادي ديان أم العم بيني؟ كان صوتها يحمل نبرة تهديد، فحمل العم بيني الفتاة الصغيرة وقال لنا بهدوء: «من الأفضل لكما أن تنطلقا مسرعين إلى المنزل الآن، ويمكنكما الحضور لرؤية النمس في يوم آخر.» ثم اتجه إلى المنزل.
وفي يوم آخر، رأيناها من مسافة ترتدي نفس السترة الحمراء في طريقها إلى متجر باكلز. كانت يداها في جيوب سترتها ورأسها محنيا، وساقاها الطويلتان تتقاطعان كالمقص. وقابلتها أمي أخيرا في المتجر، وفعلت ذلك عن عمد، فقد رأت العم بيني بالخارج يحمل ديان وسألته عما يفعل هناك، فأجاب: «إننا ننتظر والدتها.»
Unknown page