ونال الرافعي رشاش من بعض المعارك وإنه لبعيد عن الميدان، فأحس في نفسه رغبة في الكفاح فتحفز للوثبة ...
ودس كلمة إلى طه يذم أسلوبه بما يشبه المدح، ويعيب عليه التكرار وضيق الفكرة، قال الرافعي: فنشرها طه في السياسة قبل أن يستبين مغزاها وما ترمي إليه ... ثم عرف ...
وتهيأت أسباب الحرب ولم يبدأ أحد بالعدوان ... وتربص الرجلان في انتظار السبب المباشر لبدء المعركة ...
ثم أصدر الرافعي رسائل الأحزان، فسعى راجلا إلى دار السياسة؛ ليهدي إليها كتابه، وهناك التقى الرافعي وطه حسين وجها لوجه ... ونظر الرافعي إلى طه، واستمع طه إلى حديث الرافعي، وتصافح الخصمان قبل أن يصعدا إلى حلبة المصارعة، ونفخ الدكتور هيكل في صفارة الحكم، وبدأت المعركة.
وكانت مشادة حادة خرج الرافعي يتحدث عنها وصمت طه.
لمن يا ترى كانت الغلبة؟ الرافعي يقول: أنا ... وطه لا يتكلم، والدكتور هيكل ضنين بالحديث.
ومضت فترة، ثم نشر طه حسين رأيه في «رسائل الأحزان» في السياسة الأسبوعية، فرفع راية العداء وأعلن الحرب، ورد عليه الرافعي يقول: يسلم عليك المتنبي، ويقول لك:
وكم من عائب قولا صحيحا
وآفته من الفهم السقيم
ثم مضى في رده يهزأ ويسخر ويتجنى ويتحدى، في مقال طويل.
Unknown page