6
ونحري ودولتي لم أظلم فيه أحدا. فمن سفهي وحداثة سني أنه
صلى الله عليه وسلم
قبض وهو في حجري، ثم وضعت رأسه على وسادة وقمت ألتدم مع النساء وأضرب وجهي.»
أمات محمد حقا؟ ذلك ما اختلف العرب يومئذ فيه اختلافا كاد يثير بينهم الفتنة، وما تؤدي الفتة إليه من حرب أهلية، لولا أن أراد الله بهم وبدينه الحق الحنيف خيرا.
الفصل الحادي والثلاثون
دفن الرسول
(اختلاف المسلمين هل مات محمد - عمر يخطب الناس بأنه لم يمت - أبو بكر يعود فيخطبهم بأنه مات ويتلو عليهم القرآن - اقتناع المسلمين بقول أبي بكر - خوف الاختلاف فيمن يقوم بأمر المسلمين - بيعة السقيفة، ثم البيعة العامة لأبي بكر - تجهيز النبي وغسله - مرور الناس به رجالا فنساء فصبيانا - دفنه حيث قبض - إنفاذ جيش أسامة إلى الشام وانتصاره - آخر ما قال الرسول) ***
اختار النبي الرفيق الأعلى في بيت عائشة ورأسه في حجرها، فوضعت رأسه على وسادة وقامت تلتدم وتضرب وجهها مع النساء اللاتي أسرعن إليها لأول ما بلغهن الخبر. وفوجئ المسلمون بالمسجد بهذه الضجة؛ لأنهم رأوا النبي في الصباح وكل شيء يدل على أنه عوفي، مما جعل أبا بكر يذهب إلى زوجه بنت خارجة بالسنح. لذلك أسرع عمر إلى حيث كان جثمان النبي وهو لا يصدق أنه مات. ذهب فكشف عن وجهه فألفاه لا حراك به: فحسبه في غيبوبة لا بد أن يفيق منها. وعبثا حاول المغيرة إقناعه بالحقيقة الأليمة؛ فقد ظل مؤمنا بأن محمدا لم يمت، فلما ألح المغيرة قال له: كذبت. وخرج معه إلى المسجد وهو يصيح: «إن رجالا من المنافقين يزعمون أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم
Unknown page