187

Hawi Fi Tibb

الحاوي في الطب

Investigator

هيثم خليفة طعيمي

Publisher

دار احياء التراث العربي

Edition Number

الأولى

Publication Year

1422 AH

Publisher Location

بيروت

العمر بل ربما أتلفه جملة ولكن إذا كان الوجع شديدا فاختر هذا الضرب من العلاج أعني الأفيون ثم عالجه بعد ذلك فينبغي أن يختار ذلك الضرر ويعالجه بما يرد عليه مزاجه وأجود الأشياء في ذلك شياف الدار صيني.

الثالثة عشر في هذه المقالة أيضا العين يحدث فيها الوجع الشديد أما لخلط لذاع ينصب إلى العين وأما لخلط كثير يمدد طبقاتها أو بخار غليظ يمدد قال فداو التلذيع بأن تجذب الخلط إلى أسفل ألف وتستفرغه بالأدوية المسهلة وتصب في العين بياض البيض فتشيل الجفن برفق وتصبه فيه فإن القدماء لم يستخرجوا بياض البيض للذع في العين ألا يبحث مستقصى حميد لان فيه لزوجة فهو لذلك يطول مكثه وهو بعيد من كل لذعة فهو لذلك يغسل اللذع ويسكن عاديته الخلط اللذاع كما يسكن الشحم لذع الأمعاء إذا حقن به وهو احمد من اللبن في ذلك لأن في اللبن جلاء ما وربما كان فاسدا فيه طعم منكر قال فإذا نضج الورم واستحكم نضجه وكان البدن كله نقيا فالحمام أنفع الأشياء لهؤلاء وذلك أنه يسكن الوجع من ساعته ويقطع سيلان المادة إلى العين وذلك أن جلها يستفرغ في الحمام والبقية التي تبقى بل تمتزج وتعتدل برطوبة الحمام وأما الوجع الحادث عن تمدد الصفاقات من الامتلاء فأخرج الدم وأسهل البطن وأدلك للأعضاء السفلية وشد اليدين والرجلين ثم بعد ذلك إذا انجذبت المادة كمد العضو بماء عذب معتدل الحرارة وأما الريح الغليظة فعالج بعلاج التمدد من الامتلاء حتى تجذب الأخلاط ثم عالج الموضع نفسه ولا تستعمل الأشياء الرادعة لكن الأشياء المحللة كمد أعينهم على ما وصفت وقطر فيها طبيخ الحلبة المغسولة قبل ذلك غسلا محكما فإن هذا دواء يحلل أكثر من كل شيء تداوى به العين ولا تروم التحليل وفي البدن امتلاء لكن استفراغ البدن كله.

قال واعلم انه ربما كان البدن لا امتلاء فيه وإنما ينصب إلى العين ما ينصب من عضو أو عضوين يدفعان إليه فإذا طالت علة العين ولم يكن في البدن فضل فعليك بعلاج الرأس وأن كان اكتسب سوء مزاج حار فبرده وإن كان باردا فاطله بالأضمدة المحمرة وإن كان سوء مزاج حار فالاستحمام بالماء العذب ودهن ورد لتبدل مزاج الخلط اللذاع وربما كان الدافع لهذه المادة)

إلى العين عروق وشرايين قد ضعفت فصارت بمنزلة المغيض فيدفع إلى العين ما يحصل فيها وحينئذ ينبغي أن يشيل هذه العروق ويتوغل في القطع إلى عمق كثير فأن كان الدافع إنما هو من العروق الباطنة فأن هذا العلاج لا يمكن فيه بالقطع غير مسكن وذلك إذا كانت ألف متأخرة داخل القحف قال ولذلك صارت مثل هذه السيلانات عسرة العلاج وأما التي تسيل من العروق الخارجة فقد يمكن وأن لم يسل أن يطلي

Page 212