قال: وهو من حيث الوجود عين الموجودات. ثم فسر ذلك فقال: فالمسمى محدثات هي العلية بذاتها. وبعد هذا الإيضاح من لم يفهم مراده بعد هذا التصريح، فقد أبان عن بلادة طبعه وجموده، وبالفه المستعان. قال في الكلمة الإدريسية أيضا: ومن عرف ما فررناه في الأعداد وأن نفيها عين إثباتها علم أن الحق المنزه هو الخلق المشبه، وإن كان قد تميز الخلق من الخالق. يعني باعتبار الذوات المتعددة، فبهذا يتميز الخلق من الخالق، وأما باعتبار الوجود فيكون كما قال أولا: فاختلط الأمر وأنبهم. وأن كلامه يفسر بعضه بعضا. ثم قال: فالأمر الخالق المخلوق ، والأمر المخلوق الخالق ، كل ذلك عين واحدة ، لا هو العين الواحدة، لا بل هو العيون الكثيرة. وهذا ظاهر مذهبه من مراده الذي قدمناه بلا إشكال.
Page 51