وحسبك من حادث بامرئ
ترى حاسديه له راحمينا
فكيف ولا ذنب إلا نميمة أهداها كاشح؟ ونبأ جاء به فاسق؟ وهم الهمازون المشاءون بنميم، والواشون الذين لا يلبثون أن يصدعوا العصا، والغواة الذين لا يتركون أديما صحيحا.
ويقول:
وهل لبس الصباح إلا بردا طرزته بفضائلك؟ وتقلدت الجوزاء إلا عقدا فصلته بمآثرك؟ واستملى الربيع إلا ثناء ملأته بمحاسنك؟ وبث المسك إلا حديثا أذعته في محامدك؟
ثم يقول:
أعيذك ونفسي من أن أشيم خلبا، وأستمطر جهاما، وأكدم في غير مكدم، وأشكو شكوى الجريح إلى العقبان والرخم
ويقول:
لعلي ألقى العصا بذراك، وتستقر بي النوى في ظلك، وأستأنف التأدب بأدبك، حسبما أنت خليق له وأنا منك حري به.
يصور ابن زيدون لعميد الجماعة في هذه الرسالة أشتات نفسه الحائرة، ونوازعه الثائرة، فهو يعتذر حينا، ويعتب حينا، ثم يعترف بذنبه في ذل واستخذاء، ويعود فيغالي بنفسه فيرفعها في ثقة واعتداد عن دنس الإثم واقتراف الذنوب، ثم يثور ثورة جائحة فيمن على العميد سابق فضله عليه، ثم تهزه عاطفة الشاعر ويرى أن النثر قد يعيا عن التأثير الذي يريد، فيصحب الرسالة بقصيدة يقول فيها:
Unknown page