فوافق أبو مروان بإشارة برأسه، واتجه إليه الدارمي سائلا: وماذا جرى على قرطبة بعد قتل المستعين؟ - تولى الحكم أبناء حمود سبع سنين فكانت كسني يوسف. ثم تولى المستظهر بالله عبد الرحمن بن هشام، ولم يبق في الملك إلا سبعة وأربعين يوما لم تنتشر له فيها طاعة، ولا التأمت جماعة.
وهنا أسرع ابن زيدون وقال: هذا كان شاعرا بحق يا أبا مروان. - ما لنا وللشعر يا فتى، إننا أحوج إلى العقل والسياسة منا إلى خيال رائع أو تشبيه نادر، لقد كان ابن المعتز في المشرق أبدع شاعر منذ أن تنفس الشعر بقافية. فهل أغنى عنه شعره شيئا؟
فانبرى الدارمي يقول: ولقد وصلت إلينا ببغداد قصيدة للمستظهر بالله من أرق الشعر وأروعه، قالها بعد أن خطب ابنة عمه فلوته أمها وحجبتها عنه، يقول فيها:
وجالبة عذرا لتصرف رغبتي
وتأبى المعالي أن تجيز لها عذرا
يكلفها الأهلون ردى جهاله
وهل حسن بالشمس أن تمنع البدرا؟
وماذا على أم الحبيبة إذا رأت
جلالة قدري، أن أكون لها صهرا؟
جعلت لها شرطا علي تعبدي
Unknown page