198

Hashiyat Tartib

حاشية الترتيب لأبي ستة

وذكر البيضاوي في سبب نزول صلاة الخوف أنه روي أن المشركين رأوا رسول الله وأصحابه بعسفان قاموا إلى الظهر، فلما صلوا ندموا أن لا أكبوا عليهم، وهموا أن يوقعوا بهم إذا قاموا إلى العصر، فرد الله كيدهم بأن أنزل صلاة الخوف.

وذكر في المواهب أن المشركين قالوا: لهؤلاء صلاة هي أحب إليهم من آبائهم وأبنائهم وأمهاتهم وهي العصر، فأجمعوا أمركم فتميلوا عليهم ميلة واحدة، وإن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأمره أن يقسم أصحابه شطرين، إلى أن قال: قال ابن حزم: وقد صح فيها يعني صلاة الخوف أحد عشر وجها"إلخ.

قوله: »وأتموا الركعة الثانية لأنفسهم« يعني والله أعلم مع التشهد حتى تثبت لكل طائفة ركعتان بتشهدهما والله أعلم.

قوله: »فصلى بهم ركعة ثانية فسلم فسلموا جميعا« قال في الإيضاح: بناء على هذا القول وليس على الذين في وجه العدو تحيات ولا تشهد، ولكن إذا سلم الإمام سلم الجميع منهم، وهي في المغرب وغيرها، والحضر والسفر سواء.

قوله: »على هذا القول العمل عندنا« قال في الإيضاح: وهذا القول أيضا موافق لما عليه الأصول، أعني أن لا ينتظر الإمام الطائفتين حتى يفرغا من صلاتهما لأن الإمام متبوع لا تابع إلخ.

<1/210> الباب الواحد والثلاثون

في صلاة الكسوف

<1/211> أراد المصنف رحمه الله بالكسوف ما يشمل الخسوف لانطلاقه عليه في اللغة، قال في الصحاح: وخسوف القمر كسوفه، قال ثعلب: "كسفت الشمس وخسف القمر هذا أجود الكلام إلخ، وقال في محل آخر وكسفت الشمس تكسف كسوفا وكسفها الله سبحانه يتعدى ولايتعدى، إلى أن قال: وكذلك كسف القمر إلا أن الأجود فيه أن يقال: خسف القمر والعامة تقول انسكفت الشمس" إلخ.

Page 199