174

Hashiyat Tartib

حاشية الترتيب لأبي ستة

قوله: »إني أراك تحب الغنم والبادية« إلخ، فاستدل به في الإيضاح على الاجتهاد في رفع الصوت بالأذان ابتغاء وجه الله ورجاء لما عنده، ويدل أيضا على أن الأذان سنة لكل أحد في خاصة نفسه.

قوله: »كان يأمر المؤذن« إلى آخره، انظر هل المراد أنه يؤذن للصلاة لحضوره صلى الله عليه وسلم ومن معه مثلا ثم ينادي للمسلمين ألا صلوا في <1/187>الرحال، وهو الظاهر لأن اسم الفاعل حقيقة في المتلبس بالفعل، والمراد أنه يأمر من كان مؤذنا قبل ذلك أن ينادي لأجل العذر بدل الأذان: ألا صلوا في الرحال، ثم رأيت الحديث في البخاري صريحا في الاحتمال الأول ولفظه: "كان يأمر مؤذنا يؤذن ثم يقول على أثره: ألا صلوا في الرحال" في الليلة الباردة أو المطيرة، أو المطيرة في السفر. والحاصل أن المطر والريح من الأعذار التي تسقط الصلاة جماعة، لكن ظاهر قوله: ليلة باردة، اختصاص ذلك بالليل.

قال ابن حجر: "لكن في السنن من طريق ابن إسحاق عن نافع في الحديث في الليلة المطيرة والغداة المقرة، وفيها إسناد صحيح من حديث أبي المليح عن أبيه أنهم مطروا يوما فرخص لهم، ولم أر في شيء من الأحاديث الترخيص بعذر الريح في النهار صريحا لكن القياس يقتضي إلحاقه، وقد نقله ابن الرفعة وجها"، انتهى. ولا يختص ذلك بالسفر عند الجمهور، وإن كان ظاهر قول البخاري في السفر يقتضي ذلك.

وأما قوله: "في الرحال" فانظر هل يقتضي ذلك أولا والله أعلم.

<1/188>الباب الثامن والعشرون

في أوقات الصلاة

<1/189> قوله: »كنا نصلي الظهر« إلخ، لعل المراد من سوق هذا الحديث الاستدلال بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يؤخر الظهر كثيرا لأجل الإبراد والله أعلم، ولفظ الحديث في البخاري عن أنس بن مالك قال: "كنا نصلي العصر ثم يخرج الإنسان إلى بني عمرو بن عوف فيجدهم يصلون العصر".

Page 175