============================================================
وأما وجوب النصب: ففيما إذا تقدم على الاسم أداة خاصة بالفعل؛ كأدوات الشرط والتحضيض؛ كقولك: (إن زيدا رأيته فأكرمه) و(هلا زيدا أكرمته)، وكقول الشاعر: لا تجزعي إن منفسا أفلكته فاذا هلكث فعند ذلك فاجزهي وأما وجوب الرفع: ففيما إذا تقدم على الاسم أداة خاصة بالدخول على الجملة الاسمية، ك (إذا) الفجائية؛ كقولك: (خرجث فإذا زيد يضربه عمرو)، فهذا لا يجوز فيه النصب؛ لأنه يقتضي تقدير الفعل، و (إذا) الفجائية لا تدخل إلا على الجملة الاسمية. وأما الذي يستويان فيه فضابطه: أن يتقدم على الاسم عاطف النفي(1) بأحرف الاستفهام في أن الكلام معها غير موجب، وقيل: ظاهر كلام سيبويه اختيار الرفع. وقال ابن الباذش وابن خروف: يستويان وهذا في غير لما ولم ولن وأما هي فيجب النصب بعدها لوجوب الفعل اتفاقا (قوله وأما وجوب النصب إلخ) قيل: هذا الوجوب بالنسبة إلى الرفع بالابتداء لا إلى الرفع مطلقا وإلا فقد يرفع الاسم على الفاعلية لفعل محذوف كقوله تعالى: وإن أحد من المشركين استجارك (التوبة: 2) (قوله كأدوات الشرط) ومثلها أدوات الاستفهام غير الهمزة نحو: هل زيدا رأيته فيجب النصب؛ لأن هل إذا كان في حيزها فعل لا تدخل إلا عليه إلا في الشعر فتدخل على الاسم قاله سيبويه وقال الكسائي يجوز أن يليها الاسم مطلقا فعليه لا يجب النصب في هذا المثال (قوله والتحضيض) بحاء مهملة وضادين معجمتين ولم يذكره في الارتشاف (قوله فهذا لا يجوز فيه النصب إلخ) أي: على الأصح، وقيل: يجوز النصب على الاشتغال بعد إذا مطلقا وهو ظاهر كلام سيبويه ومشى عليه ابن الحاجب والتزامه المبتدأ بعدها محمول على غير هذا الباب. وقيل: يجوز في فإذا زيد قد ضربه عمرو ويمتنع بدون قد، ووجهه المصنف بأن التزام الاسمية معها إنما هو للفرق بينها وبين الشرطية المختصة بالفعلية، وقد يحصل بها الفرق إذ لا تقترن الشرطية بها (قوله أن يتقدم إلخ) وأن يكون غير مفصول بإما ليخرج نحو: زيد قام، وأما عمرو فأكرمته فإن الرفع فيه راجح (قوله عاطف) آي: وما هو بمنزلته (1) ولم يوجبوا النصب خطا لمرتبة المشيه عن رتبة المشبه به تدبر. منه.
29
Page 350