Hashiyat Sharh Qatr
Genres
============================================================
القسم الأول: الضمير، وهو أعرف الستة؛ ولهذا بدأت به، وعطفت بقية المعارف عليه ب (ثم). وهو: عبارة عما دل علي0000000 فكذا القائم مقامهما. وما قيل في الجواب غير لازم؛ إذ يصح أن يقال رجل من بني فلان وأمر مهم (قوله الضمير) بمعنى المضمر وهو للخفي ولمستور، واطلاقه على البارز حقيقة عرفية كما قاله الأزهري. وزعم الدنوشري أنه توسع (قوله وهو أعرف) لو قال بدله أرفع لكان أولى؛ لأن أفعل التفضيل لا يبنى من التعريف لزيادته على الثلاثة، لكن شاع هذا في الاستعمال والأمر فيه سهل (قوله وهو أعرف الستة) أي: على الصحيح، وزعم ابن السراج أن الأعرف العلم وفيه بعد، نعم اسم الله تعالى الكريم من الأعلام أعرف من الضمير كما نقل عن سيبويه، وكان الضمير أعرف المعارف لقلة تطرق الاحتمال إليه وكلما قل الاحتمال كثر التعريف، فلهذا كان أعرف الضمائر ضمير المتكلم؛ لأنه يدل على المراد بنفسه وبمشاهدة مدلوله وبعدم صلاحيته لغيره ويتميز صوته، ووليه ضمير المخاطب؛ لأنه يدل على المراد بنفسه وبمواجهة مدلوله. ووليهما ضمير الغائب؛ لأنه يدل على المراد بنفسه فهو أيضا معرفة مطلقا عند الجمهور، وقيل: نكرة مطلقا، وقيل: إن كان مرجعه معرفة فمعرفة أو نكرة فنكرة وتمام الكلام يطلب من محله. ومما ذكرتا ظهر أن المعرفة على أفرادها بالتشكيك لا بالتواطيء على ما وهم، هذا فإن قلت أن أعرف أفعل تفضيل وهو بعض ما يضاف إليه فإذا كان الضمير أعرف الستة يلزم أن يكون أعرف من نفسه؛ لأنه من الستة وهو باطل؛ أجيب: بأن المراد أعرف الستة مما عداه فهناك استثنائي عقلي مثل الله خلق كل شيء أي: ما سواه، وقيل: إن للضمير جهتين جهة كونه ضمير أو جهة كونه من الستة فهو بالجهة الأولى أعرف من نفسه بالجهة الثانية، وقيل(1): غير ذلك فافهم (قوله وعطفت بقية المعارف عليه بثم) إشارة لبعد مرتبتها عنه وكذا البقية نفسها متفاوتة في التعريف بل وأفراد أنواعها كذلك، فأعرف البواقي العلم، (1) وهو أن المراد أعرف في الستة من غيره والظرفية من قبيل ظرفية الكل لأجزاثه والترجيح موكول إلى رأيك ولا اظنك ترضى بهذا. منه.
183)
Page 183