الاستدلال وعلى صعيد تفصيل المسائل الفقهية تبويب الفقه وتقسيمه. ومن جملة ابتكاراته تأليف كتب القواعد والفوائد، الألفية والنفلية.
ولقد طرح الشهيد آراء تجديدية في كتاب اللمعة، ورغم أن اللمعة كتاب فقهي خال من الاستدلال فإنه لم يعتمد بصورة كاملة في تبويبه وتنظيم أبوابه الفقهية على طريقة الشرائع والمختصر النافع للمحقق والقواعد والإرشاد للعلامة، وقد تميز ترتيب الشهيد في اللمعة على ما ورد في الكتب المذكورة، على سبيل المثال وردت في اللمعة كتب: الكفارات، النذر وتوابعه، الوقف والعطية قبل كتاب المتاجر وبعد كتاب الجهاد، لكن الكتب الفقهية التي تقدمت على الشهيد لم تراع مثل هذا الترتيب. ولا نريد هنا الخوض تفصيلا في هذا البحث، لكن عبر مقارنة بين اللمعة والمختصر النافع والإرشاد تتضح أرجحية اللمعة في ترتيب الكتب (الأبواب) الفقهية وطرح المباحث المختلفة.
لقد أضاف الشهيد في كتاب الدروس عناوين جديدة للكتب (الأبواب) الفقهية، الأمر الذي لم يكن قبل ذلك، مثل كتب المزار، الحسبة، المحارب، القسمة، المشتركات، الربا وتزاحم الحقوق.
لقد أورد العلامة الحلي في آخر كتاب الصلح فروعا تبدو غريبة وليست ذات صلة بكتاب الصلح (1)، لكن الشهيد قد أورد هذه المباحث تحت عنوان مستقل أي «كتاب تزاحم الحقوق» (2). والشهيد أول من تصدر في وضع هذه الفروع تحت هذه العناوين ولم يسبقه إليه أحد.
إن ما أوردناه يجسد بوضوح أن الشهيد قدم اقتراحات جديدة، ولم يكن متأثرا بالسلف في مدرسته الفقهية. ومضافا إلى الآراء التجديدية التي طرحها في العموميات الفقهية نرى أن الشهيد كان دقيقا للغاية في طرح التفريعات والمسائل وصياغة التعابير، فقد فاق في دقته من تقدمه من فقهاء الشيعة، على سبيل المثال:
Page 99