والمصدر الوحيد لتاريخ ولادة الشهيد هو هذا الكلام، والظاهر أن اعتماد المحدث النوري والعلامة السيد الأمين والشيخ آقا بزرگ الطهراني والعلامة الأميني والمحدث القمي وغيرهم عليه، حيث ذكروا ولادة الشهيد عام 734 (1).
واعتمادا على هذا التاريخ ذكر في الكثير من كتب التراجم أن فخر الدين أجاز الشهيد عام 751، عند ما كان الشهيد ابن سبعة عشر بيعا، أو أن الشهيد هاجر إلى العراق عند ما كان ابن ستة عشر بيعا عام 750. وعلى هذا كررت كتب التراجم أن شهادة الشهيد كانت في عام 786 عندما كان في الثانية والخمسين من عمره الشريف.
ولكن لا يسعنا التعويل كثيرا على التاريخ المذكور لولادة الشهيد في كتب التراجم- أعني عام 734- ولا يمكننا عده تاريخا يقينيا، وذلك للأسباب التالية:
1- إن شمس الدين الجزري معاصر الشهيد- الذي صحبه الشهيد مدة مديدة كما صرح به- طلب من الشهيد أن يترجم لنفسه- كما صرح به بقوله:
«كتب لي بخطه في استدعاء»- وقد استجاب الشهيد وكتب له بخطه ترجمته، وقد نقلها الجزري، وفيها:
ولد بعد العشرين وسبعمائة، ورحل إلى العراق وأخذ عن ابن المطهر وغيره و. (2)
وهذا السند برأينا يفوق في حجيته كل ما تقدم مما أوردناه من أقوال الآخرين.
2- إن فخر المحققين أجاز الشهيد في شوال عام 756 بالحلة، ووصفه بقوله:
مولانا الإمام العلامة الأعظم، أفضل علماء العالم، سيد فضلاء بني آدم، مولانا شمس الحق والدين، محمد بن مكي بن محمد بن حامد أدام الله أيامه (3).
Page 81