231

Ḥāshiyat al-Irshād – Muqaddima

حاشية الإرشاد ـ مقدمة

Genres

الإجماع، وانقطعت عن مخالفة الأطماع، ومخالفة الإجماع حرام بقول من لم يزل سميعا بصيرا ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا . ونكاح المتعة منسوخ، وعقده في نفس الأمر مفسوخ، ومن ارتكبه بعد علمه بتحريمه واشتهاره، فقد خرج عن الدين برده الحق وإنكاره، وفاعله إن لم يتب فهو مقتول، وعذره فيما يأتيه من ذلك غير مقبول، وسب الصحابة (رضوان الله عليهم) مخالف لما أمر به رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من تعظيمهم، ومنابذ لتصريحه باحترامهم وتبجيلهم، ومخالفته (عليه السلام) فيما شرعه من الأحكام، موجبة للكفر عند كل قائل وإمام، ومرتكب ذلك على العقوبة سائر، وإلى الجحيم صائر. ومن قذف عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها بعد ما برأها الله تعالى فقد خالف كتابه العظيم، واستحق من الله النكال البليغ والعذاب الأليم، وعلى ذلك قامت واضحات الدلائل، وبه أخذ الأواخر والأوائل، وهو المنهج القويم، والصراط المستقيم، وما عدا ذلك فهو مردود، ومن الملة غير معدود، وحادث في الدين، وباعث من الملحدين، وقد قال الصادق في كل مقالة، والموضح في كل دلالة: «كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة»، فتوبوا إلى الله جميعا، وعودوا إلى الجماعة سريعا، وفارقوا مذهب أهل الضلالة، وجانبوا عصبة الجهالة، واسمعوا مقالة الناصح لكم في دينكم وعوا، وعن الغي ارجعوا، وإلى الرشاد راجعوا، وإلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض باتباع السنة بادروا وسارعوا، ومن كان عنده امرأة بنكاح متعة فلا يقربها، وليحذر من غشيانها وليتجنبها، ومن نكح أختين في عقدين فليفارق الثانية منهما فإن عقدها هو الباطل، وإن كانتا في عقد واحد فليخرجهما معا عن حبالته ولا يماطل، فإن عذاب الله شديد، ونكال المجرم في الحميم كل يوم يزيد، ودار غضب الله تنادي بأعدائه: «هل من مزيد»، فلا طاقة لكم بعذابه، ولا قدرة على أليم عقابه، ولا مفر للظالم منه ولا خلاص، ولا ملجأ ولا مناص، فرحم الله تعالى امرأ نظر لنفسه، واستعد لرمسه، ومهد

Page 254