وكانت وفاته سنة 786. بعد ما حبس سنة كاملة في قلعة الشام. وفي مدة الحبس ألف اللمعة الدمشقية في سبعة أيام، وما كان يحضره من كتب الفقه غير المختصر النافع (1).
والشيخ الحر هو أول من قال بهذا الكلام- فيما نعلم- ثم تبعه بعض أصحاب التراجم فنقلوه في كتبهم وصار مشهورا، ولكنه سهو قطعا، نعم نقل تأليفه في سبعة أيام ولد الشهيد أبو طالب محمد- كما حكاه الشهيد الثاني (2)- وأما تأليفه في الحبس في السنة الأخيرة من عمره الشريف حينما كان لم يحضره من كتب الفقه غير المختصر النافع، فلم ينقله أحد قبل الشيخ الحر فيما نعلم. ولم يذكره أحد من تلامذة الشهيد ومعاصريه وولده فيما وصل إلينا من المصادر. وإليك بعض الأدلة على عدم صحة ما قاله الشيخ الحر العاملي طاب ثراه من تأليفه في الحبس في السنة الأخيرة من عمره الشريف:
أ- الذي تدل عليه المصادر أن الشهيد حبس لمدة عام ثم استشهد محتسبا.
وذكر الشهيد اللمعة في إجازته لابن الخازن عام 784- أعني حوالي سنتين قبل استشهاده، كما تقدم- فيعلم منه أنه ألفه قبل زمان حبسه.
ب- ما يذكره الشهيد الثاني في مقدمة شرح اللمعة دليل على أن تأليفه تم قبل استشهاده بأربع سنين تقريبا، وذيل كلام الشهيد الثاني دليل صريح على أن التأليف لم يتم في الحبس (3).
واعلم أنه قال بعض المعاصرين:.
قال الشهيد الثاني في الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية: «وما جاء في أمل الآمل من أنه صنف اللمعة في الحبس غير صحيح، لما سمعت من أنها صنفها بالتماس الآوي، وكان تصنيفها لسلطان خراسان سنة 782، قبل قتل
Page 167