18

Hashiyat al-Tibi ala al-Kashaf

حاشية الطيبي على الكشاف

Investigator

إياد محمد الغوج

Publisher

جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم

Edition Number

الأولى

Publication Year

1434 AH

Publisher Location

دبي

بفصول وغايات، وما هي إلا صفات مبتدأ مبتدع، ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يقال: مزت بين الشيئين مخففًا، وميزت بين الأشياء مشددًا". قوله: (بفصول وغايات)، قيل: الفصول: الوقوف، و"الغايات": رؤوس الآي. وقد تجتمع الغاية والوقوف، كما في قوله تعالى: (وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ) [البقرة: ٣] فالضمير في "بينهن" للآيات، والتحقيق أن الضمير يعود على المجموع من السور والآي، كقوله تعالى: (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا) [الحجرات: ٩]، (وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ) [البقرة: ١١١] والضمير لليهود والنصارى بدليل قوله تعالى: (إِلاَّ مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى)، ويراد بالفصول رؤوس الآي، وهي الفواصل، جمع فاصلة- كما قررناه- وهي بمنزلة السجع في غير القرآن. قال الله تعالى: (كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ) [فصلت: ٣]. والغايات: أواخر السور، جمع الغاية، وهي مدى الشيء. والمعنى: فصل عز شأنه القرآن بالسور، وفصل السور بالآيات، وميز بين ذينك الفصلين بالفصول والغايات. وفي هذا التقرير معنى الجمع والتقسيم، والجمع والتفريق. قوله: (وما هي إلا صفات)، هذا التركيب من قصر الصفة على الموصوف على القلب، أي: ليس التأليف والتنظيم، والافتتاح والاختتام، والتفصيل والتمييز إلا صفات شيء حادث؛ لأن حدوث الصفات يوجب حدوث الموصوف. قوله: (مبتدأ)، الزجاج: "المبدئ: الذي ابتدأ كل شيء من غير شيء. والبديع: الذي ابتدع الخلق على غير مثال".

1 / 626