224

Hashiya Cala Tafsir Baydawi

حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي

Genres

لا يؤمنون (6) جملة مفسرة لإجمال ما قبلها فيما فيه الاستواء لا محل لها، أو حال مؤكدة، أو بدل منه أو خبر «إن»، والجملة قبلها اعتراض بما هو علة الحكم.

حذفها وحركتها راجع إلى الهمزة الاستفهامية، وأن المراد بالساكن قبلها ميم الجمع في «عليهم» فيكون صورة القراءة هكذا عليهم أنذرتهم بفتح الميم وابتداء أنذرتهم بفتح الهمزة.

لكن هذه القراءة غير مروية عن أحد وأنها مخالفة للقياس وموجبة للثقل لأن طريق تخفيف الهمزة المتحركة إنما هو جعلها بين بين لا حذفها ونقل حركتها إلى الساكن قبلها، مع أن صاحب الكشاف شبه هذه القراءة بقراءة قد أفلح* بفتح الدال وسكون الفاء، والقراءة المذكورة فيما نحن فيه ليست مثل قراءة قد أفلح* إذ ليس فيه حذف الاستفهامية. وهذا الإشكال يندفع بما ذكره الإمام أبو شامة رحمه الله في شرح الشاطبية نقلا عن الإمام ابن مهران وهو: أن الهمزة الواقعة بعد ميم الجمع فيها ل «حمزة» مذاهب: أحدها وهو الأحسن نقل حركة الهمزة إليها مطلقا فتضم تارة وتفتح أخرى وتكسر أخرى نحو قوله تعالى:

ومنهم أميون [البقرة: 78] سواء عليهم أستغفرت لهم [المنافقون: 6] ذلكم إصري [آل عمران: 81] والثاني أنها تضم مطلقا وإن كانت الهمزة مفتوحة أو مكسورة حذرا من تحريكها بغير حركتها الأصلية، والثالث أن حركة الهمزة إن كانت ضمة أو كسرة تنقل إلى الميم قبلها وإن كانت فتحة لا تنقل لئلا يشتبه اللفظ بلفظ التثنية، ويظهر به صحة كلام المصنف رحمه الله ويندفع ما قيل عليه من أن هذه القراءة غير مروية عن أحد.

قوله: (جملة مفسرة لإجمال ما قبلها فيما فيه الاستواء) فإن الحكم عليهم باستواء الأمرين عندهم مجمل في حق ما فيه الاستواء حيث لم يبين أن استواءهما في أي شيء هو، إلا أن الإجمال المذكور إنما هو بالنظر إلى نفس مفهوم نظم الكلام مع قطع النظر عن القرائن الخارجة مثل ورود الكلام في مقام الإخبار عن حال الكفار المفترين، فإنه إذا لوحظ وروده فيه لا يبقى الإجمال. والجملة المفسرة لما قبلها لا محل لها من الإعراب عند الجمهور، صرح به ابن هشام في مغني البيت. قوله: (أو حال مؤكدة) أي من ضمير «عليهم» فإنه لرجوعه إلى الكفار يفهم مما قبل هذه الجملة معنى عدم إيمانهم فتكون هي مؤكدة لما قبلها. كأنه قيل: لا ينفعهم الإنذار حال كونهم لا يؤمنون. قوله: (أو بدل منه) أي مما قبلها أي من خبر إن الذين كفروا وهو قوله: سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم وجملة لا يؤمنون أو في بتأدية المراد بالنسبة إلى الخبر المذكور لأن المراد الذي سبق له الكلام هو بيان عدم حصول الإيمان منهم أصلا. وجملة لا يؤمنون يدل على هذا المراد بالمطابقة وما قبلها إنما يدل عليه بالالتزام. ولا شك أن ما يدل على المراد بالمطابقة أو فى بتأدية المراد مما يدل عليه بالالتزام. قوله: (أو خبر إن والجملة قبلها اعتراض) واقع

Page 230