Hashiya Cala Tafsir Baydawi

Muhyi Din Shaykh Zada d. 950 AH
124

Hashiya Cala Tafsir Baydawi

حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي

Genres

فيه من إعادة التحدي وتكرير التنبيه والمبالغة فيه، والمعنى أن هذا المتحدى به مؤلف من جنس هذه الحروف أو المؤلف منها كذا. وقيل: هي أسماء السور وعليه إطباق الأكثر سميت بها إشعارا بأنها كلمات معروفة التركيب فلو لم تكن وحيا من الله تعالى لم تتساقط قوله: (والمعنى أن هذا المتحدى به وهو القرآن مؤلف من جنس هذه الحروف أو المؤلف منها كذا) أي متحدى به لما ذكر أن الأسامي المفتتح بها ما لم تلها العوامل معربة من حيث إن من شأنها أن تختلف أواخرها باختلاف العوامل وأن سكون أواخرها سكون وقف لا سكون بناء لأنه لو كان سكون بناء لما جوز فيه اجتماع الساكنين وقد جوزوا فيه ذلك حيث قالوا: صاد وضاد ونحو ذلك وإنما خلت أواخرها عن الحركة الإعرابية لانعدام ما يوجب ذلك ويقتضيه فإنها لما لم تتركب مع العامل لم تحدث فيها المعاني المقتضية للإعراب حتى تحتاج إلى أن ينصب فيها ما يدل على تلك المعاني المعتورة عليها من الفاعلية والمفعولية والإضافة إليها، فبقيت أواخرها ساكنة سكون وقف ما لم تلها العوامل. أشار المصنف إلى جوابها حال كون السور مفتتحة بها إيقاظا للسامع من سنة الغفلة عن حال القرآن وتنبيها له على أن المتلو على المتحدين في الحقيقة كلام منظوم مما ينظمون منه كلامهم فلو كان من عند غير الله تعالى لما عجزوا عن آخرهم عن الإتيان بما يدانيه، وليكون أول ما يقرع الأسماع مستقلا بنوع من الإعجاز فكما يجوز أن لا يكون لها محل من الإعراب لكونها مسرودة على نمط التعديد مثل: دار غلام جارية غير مركبة مع العامل الذي هو سبب لتحقق المعاني المقتضية للإعراب يجوز أيضا أن يكون لها محل من الإعراب بأن تكون الأسامي المفتتح بها في تأويل المؤلف منها ويكون لفظ المؤلف منها إما مبتدأ محذوف الخبر أو خبر مبتدأ محذوف. أي إن المتبادر إلى الذهن من قوله: «والمعنى أن هذا المتحدى به مؤلف» إلى آخره أنه أراد به مجرد بيان ما يرجع إليه المراد من ذكر الأسامي المفتتح بها على سبيل التعداد وبيان ما يؤول إليه الحاصل لا توجيه وجه إعرابها بإيقاعها في التركيب كما أشار إليه مولانا خسرو رحمه الله تعالى بقوله في تفسير قول المصنف «والمعنى» أي المراد ومحصل ما يستفاد من نظم الآية «أن هذا المتحدى به مؤلف» إلى آخره. قوله: (وقيل: هي أسماء السور) عطف على ما تضمنه قوله: «ثم إن مسمياتها لما كانت عنصر الكلام» إلى آخره فإنه في قوة أن يقال هذه الفواتح أسماء حروف جيء بها إيقاظا وتنبيها على أن المتلو عليهم لو كان من عند غير الله لما عجزوا عن الإتيان بما يدانيه لكونه كلاما منظوما مما ينظمون منه كلامهم. وقيل: هي أسماء السور المفتتحة بها سميت بها إشعارا بأنها كلمات عربية معروفة التركيب أي معلوم تركيبها من مواد كلماتهم التي ينظمونها منها. ووجه الإشعار أن تسمية الكل باسم أجزائه تشعر كونه مركبا منها وذلك لأن الأصل في الإعلام المنقولة

Page 130