Ḥāshiyat al-Sindī ʿalā Ṣaḥīḥ al-Bukhārī
حاشية السندي على صحيح البخاري
Genres
328 حديث البراء من قوله صلى الله تعالى عليه وسلم ولن تجزي عن أحد بعدك قوله : (فأول شيء يبدأ به الصلاة) هذا من قبيل قوله إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة في الإبتداء بالنكرة المخصصة مع تعريف الخبر لكون المبتدأ اسم تفضيل ، وقد أجازوا مثله.
329
7 باب المشي والركوب إلى العيد بغير أذان ولا إقامة
قوله : (باب المشي والركوب إلى العيد بغير أذان ولا إقامة) هكذا في رواية الجمهور وفي رواية أبي ذر وابن عساكر هكذا باب المشي والركوب إلى العيد والصلاة قبل الخطبة بغير أذان ولا إقامة ، فقيل بتصويب رواية الجمهور لما سيجيء في الباب الذي بعده بيان تأخير الخطبة عن صلاة العيد وهو عين تقديم الصلاة على الخطبة قلت : والذي يظهر أن محط الترجمة في هذا الباب هو قوله بغير أذان ولا إقامة ، فلا يضر وجود قوله والصلاة قبل الخطبة ولا يورث التكرار بالنظر إلى البيان الذي بعده كما لا يضر عدمه ، فالمقصود بيان الفرق بين الجمعة والعيد بأن المشي والركوب إلى الجمعة معلق بالنداء لقوله تعالى : {إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله} وكذا الصلاة في الجمعة تكون بأذان وإقامة بخلاف العيد في كل ذلك ، فإن السعي إليها بلا نداء من أذان أو إقامة وكذا الصلاة ثم استدل على ذلك بحديث تأخير الخطبة عن الصلاة ، ولعل وجه الاستدلال والله تعالى أعلم. أن المعلوم عند اجتماع النداء والخطبة في صلاة هو أن يكون النداء عند الخطبة وذلك لا يحسن إلا عند تقديم الخطبة على الصلاة ليفيد النداء فائدته ، وعند تأخير الخطبة عن الصلاة لو كان نداء عند الخطبة فلا فائدة فيه ، وقد علم في صلاة العيد تأخير الخطبة فعلم أنه لا نداء فيه وبه ثبت أن المشي أو الركوب إليها لا يعلق بالنداء بل يكون بلا نداء. وكذا علم أنها صلاة بلا نداء فافهم.
Page 156