لائمي فيها الثقيل
لشديد الوقر إني
غير مطواع ذليل
أنت دعها وارج أخرى
من رحيق السلسبيل
تعطش اليوم وتسقى
في غد نعت الطلول
وكانت المنازل في الصيف تبرد بالثلج، أو بخيش مبلل بالماء عليه من يشده، ويرطبه لتكون منه مراوح، ويتعاطون الماء مذابا فيه السكر بعد أن يعطر بماء البنفسج، أو سائر الزهور، ويتعاطى الناس الشراب ألوانا، فأحيانا من نبيذ التمر، وأحيانا من عصير العنب، وقد ألف ابن قتيبة بعد ذلك العصر كتابا في أنواع الشراب، وما قيل فيه، وكيفية صنعه، ولم يقل أحد في الخمر ما قاله شعراء هذا العصر كأبي نواس، وابن سيابه.
واتخذ المترفون الندمان، واشترطوا فيهم شروطا دقيقة من خفة الروح، وحسن الحديث، وحفظ السر، وقوة المروءة، والمبالغة في السماع، وكانت عادة فارسية نقلوها فيما نقلوا إلى العباسيين، وكان للرشيد مجالس عامرة.
وصاحب البيت إذ ذاك يعطر لحى ضيوفه بالمسك، أو ماء الورد، وكانوا يعطرون مجالس الشراب برائحة العنبر أو المسك. (4) الألعاب الرياضية
Unknown page