وقال الشيخ رضوان للعمدة: ما للشيخ حسن، خرج وكأنه غاضب؟!
فقال العمدة في صوت عميق: لا أبدا، وإنما كلفته بأمر ذهب يقضيه لي.
قال العمدة جملته وكأنما كان قد حفظها عن ظهر قلب، ورددها كثيرا في داخله قبل أن يقولها للقوم، وأدرك الجالسون أن العمدة لا يريد أن يفضي بشيء مما كان بينه وبين الشيخ حسن، وإن كان الشيخ رضوان يأبى أن يصمت فهو يقول: لقد رفض حتى أن ينتظر شربات ابنه!
وقبل أن يجيب العمدة يكون أحمد أبو خليل قد جاء فيلقي السلام، ولا يجيبه العمدة وإنما هو يجابهه قائلا: ألم تجد غير سعدية المتزوجة لتحاول الزواج بها أيها الضائع؟
ويقول أحمد وقد ألقى على وجهه غشاء من البلاهة: أنا يا حضرة العمدة؟ سامحك الله يا حاج إبراهيم، إن كان هذا لأجل الفدان فخذه بلا ثمن.
فيقول الحاج إبراهيم: يا ابني حد الله بيني وبين فدانك هذا، وإن كان فدانا في الجنة، أجب العمدة عما سألك عنه.
فقال أحمد: أنا يا حضرة العمدة لا أصلح للزواج.
فيقول العمدة ساخطا: لعن الله الزواج وسني الزواج، اسمع يا ولد، أقسم بالله العلي العظيم، إن سمعت أنك ذهبت إلى الحارة التي فيها سعدية لأقطعن أسبابك بالقرية جميعا.
أتسمع؟
ويرتجف أحمد من هول الوعيد، ويقول في خشية: أمرك يا حضرة العمدة.
Unknown page