Harakat Tarjama Bi Misr

Jaques Tajir d. 1371 AH
85

Harakat Tarjama Bi Misr

حركة الترجمة بمصر خلال القرن التاسع عشر

Genres

لم يكن في سنة 1279 (1863) في القطر المصري من مدارس سوى مدرسة ابتدائية ومدرسة تجهيزية ومدرسة الطب والصيدلية والولادة والمدرسة الحربية، وكانت جميعا في حالة سيئة من حيث كيانها ونظامها والتعليم والتربية فيها، وبالإيجاز لم يكن في الفترة ما بين سنة 1848 وسنة 1863 كثير من المصريين ذوي الكفاية للقيام بأعباء التعليم. مما اضطر إسماعيل طوعا أو كرها إلى الاستعانة برجال العصر القديم. فقد ولاهم المناصب العليا؛ فوكل إلى أدهم باشا وزارة المعارف، وإلى علي باشا مبارك إدارة مدرسة المهندسخانة، أما رفاعة بك فلم يعد إلى رياسة مدرسة الألسن التي انضمت إلى مدرسة الإدارة، ولكنه عين مديرا لقلم الترجمة بوزارة المعارف، وعضوا بديوان المدارس.

وليس المجال ذا سعة للتعليق على ما أدخله إسماعيل من تعديل وتوسيع في نظم التعليم، وإننا لنقتصر على بسط الإجراءات التي اتخذت في سبيل نشر العلم، والتي لها صلة مباشرة بحركة الترجمة في هذا العصر (وسنبسط الحديث فيما بعد عن المدارس التي اهتمت بوجه خاص بتعليم اللغات لخدمة الترجمة.)

أما هذه الإجراءات فهي: (1)

أصبح من أهم أغراض التعليم في عصر إسماعيل تدريس اللغات الأوروبية.

2 (2)

عدل الخديو عن إعادة مدرسة الألسن مدرسة مستقلة فأدمجها في مدرسة الإدارة التي صارت فيما بعد مدرسة الحقوق، ومما هو جدير بالذكر أن إسماعيل لم يصدر أمرا كتابيا بإعادة مدرسة الألسن؛ بل اكتفى بإصدار أمر شفوي كما يتضح من الرسالة المبعوثة إلى كتاب الحسابات بتاريخ 13 صفر سنة 1284

3

ومنطوقها: «إنه بناء على الإرادة الشفهية الصادرة إلينا عن تشكيل مدرسة ألسن وإدارة ملكية مركبة من ثلاثين تلميذا بمصر.» هذا ولم يتخرج منها ما خرجته مدرسة الألسن في عهد محمد علي من حيث العدد والكفايات. (3)

إن معظم المترجمين الذين استخدمتهم الحكومة في أوائل عهد إسماعيل تخرجوا في مدرسة الألسن التي أنشأها محمد علي باشا. (4)

قبل إنشاء مدرسة الألسن والإدارة كان يجري تمرين التلامذة في بعض المدارس العليا على أعمال الترجمة، كما يتضح ذلك من الرسالة المؤرخة 3 جمادى الثانية سنة 1283 إلى الرصدخانة والمهندسخانة

Unknown page