Harakat Tarjama Bi Misr
حركة الترجمة بمصر خلال القرن التاسع عشر
Genres
27
ولما وضعت قوانين التعليم ولوائحه في سنة 1836 أصبح الغرض منها تخريج المترجمين وإمداد المدارس الخصوصية الأخرى بتلاميذ يعرفون اللغة الفرنسية حتى إذا تخرجوا في هذه المدارس كانوا على معرفة باللغة التي يترجمون منها وبالعلم الذي يترجمون كتبه، ولعلنا نعد مدرسة الألسن مدرسة «خصوصية» إذا نظرنا إلى غرضها الأول من حيث إنها تستمد تلاميذها من المدارس التجهيزية، وتعدهم لوظائف الحكومة، وهي كذلك مدرسة «تجهيزية» إذا نظرنا إلى غرضها الثاني من حيث إنها تعد تلاميذها للمدارس الخصوصية. على أن مدرسة الألسن بعد تنظيمها في سنة 1836 لم تعن بالغرض الآخر، وهو إعداد تلاميذ يعرفون اللغة الفرنسية؛ بل تمسكت بوظيفتها لوصفها مدرسة خصوصية، ومضت في تخريج المترجمين والمدرسين، حتى إذا كانت سنة 1841 لاحظت اللجنة المكلفة تعديل نظم التعليم أن لوائح سنة 1836 تجعل منها مدرسة تجهيزية تعد تلاميذ يعرفون اللغة الفرنسية، وتهيئهم للمدارس الخصوصية الأخرى على أن تكون هي نفسها أيضا مدرسة خصوصية؛ إذ إنها تستمد تلاميذها من المدارس التجهيزية، ولاحظت أيضا أن مدرسة الألسن لم تعن بإعداد تلامذة للمدارس الخصوصية ومضت - كمدرسة خصوصية - في تخريج المترجمين. إلا أن هؤلاء المترجمين مهما تكن قدرتهم على ترجمة كتب التاريخ والقانون والجغرافية والعلوم الأخرى التي لا تحوي مصطلحات فنية كثيرة كانوا بلا شك عاجزين عن ترجمة الكتب المتعلقة بالعلوم والرياضيات؛ لهذا رأت اللجنة إعادة المدرسة التجهيزية (وكانت قد نقلت في سنة 1838 إلى أبي زعبل في المكان الذي كانت تشغله مدرسة الطب التي نقلت إلى قصر العيني، وظلت المدرسة هناك خمس سنوات، وفي سنة 1841 صدر أمر عال بإلغائها) وإلحاقها بمدرسة الألسن على أن يدرس تلامذتها اللغة الفرنسية منذ التحاقهم بها حتى إذا التحقوا بإحدى المدارس الخصوصية كانوا متمكنين من ترجمة الفنون التي تخصصوا فيها.
مناهج الدراسة: كانت مدة الدراسة بمدرسة الألسن خمس سنوات قد تزاد إلى ست، وإليك بيانا بالعلوم التي تدرس فيها:
28
الفرقة الأولى:
دروس فرنسية وعربية وتركية وهندسة وجبر.
الفرقة الثانية:
دروس فرنسية وعربية وتركية وهندسة وجبر.
الفرقة الثالثة:
دروس فرنسية وعربية وتركية وحساب.
Unknown page