Harakat Islahiyya
محاضرات عن الحركات الإصلاحية ومراكز الثقافة في الشرق الإسلامي الحديث
Genres
في سنة 1207ه/1792-1793م، وهو جد السيد محمد عثمان الميرغني مؤسس الطريقة الميرغنية التي انتشرت بعد ذلك في مصر والسودان والحبشة خلال القرن التاسع عشر.
وللسيد عبد الله مؤلفات كثيرة، ذكرها الجبرتي في ترجمته له، ومن بينها كتاب شرحه الزبيدي فيما بعد، قال الجبرتي: «ومن مؤلفاته: فرائض واجبات الإسلام لعامة المؤمنين، وشرحها شيخنا المذكور (أي الزبيدي) شرحا نفيسا.»
وكان السيد مرتضى أكثر تأثرا في هذه الفترة بشيخه وأستاذه الشيخ عبد الرحمن العيدروس.
4
والعيدروس من أكبر علماء القرن الثامن عشر، ويجمع بينه وبين الزبيدي أوجه شبه كثيرة؛ فإن أسرته بعضها كان يسكن الهند وبعضها يقيم في اليمن، ومن جدوده من كان خطيبا أو وليا صالحا، ولبعضهم مقامات ومزارات في الهند، وقد ولد عبد الرحمن في تريم ببلاد اليمن، وبها نشأ ودرس، ثم سافر إلى الهند في صحبة والده في سنة 1153ه، فزار كثيرا من مدنها، وأقام هناك نحو عشر سنوات، ثم عاد إلى مكة وزار الطائف، ورحل إلى مصر، فأحسن أهلها استقباله، وزار بعد ذلك دمشق، ونزل هناك ضيفا على أسرة المرادي المشهورة.
وفي سنة 1191ه زار الأستانة، فلقي إقبالا وترحيبا، ورتبت له الدولة راتبا يصرفه في مصر، ومر في طريق عودته بمدينة صيدا حيث تعرف على واليها أحمد باشا الجزار، ثم عاد إلى مصر التي اتخذها دار مقام، وتعددت رحلاته إلى مدن الصعيد والوجه البحري، وحج سبع عشرة مرة، وتوفي بالقاهرة.
وصفه المرادي بأنه «الأستاذ العارف الكامل العالم العامل، أحد الأولياء الراسخين والأصفياء العارفين، العلامة الحبر النحرير، صاحب الكرامات والمكاشفات مربي المريدين ومرشد السالكين، قطب العارفين أبو الفضل وجيه الدين.»
وللعيدروس مؤلفات كثيرة، معظمها في الشعر أو التصوف، وأهمها: منظومة سماها: «العرف العاطر، في معرفة الخواطر، وغيرها من الجواهر» وله شرح عليها، و«فتح الرحمن، بشرح صلاة أبي الفتيان»، ورسالتان في الطريقة النقشبندية، وديوان شعر سماه «ترويح البال، وتهييج البلبال»، وديوان شعر آخر سماه «تنميق الأسفار»، وقد روى فيه ما جرى له مع إخوان الأدب في أسفاره المختلفة. (1-3) سفره إلى مصر
وقد لازم الزبيدي شيخه العيدروس أثناء زياراته لمكة ومقامه بها، وقرأ عليه مختصر السعد وطرفا من الإحياء، وألبسه الخرقة، وأجازه بمروياته.
قال الزبيدي: «وهو الذي شوقني إلى دخول مصر بما وصفه لي من علمائها وأمرائها وأدبائها، وما فيها من المشاهد الكرام، فاشتاقت نفسي لرؤياها، وحضرت مع الركب، وكان الذي كان.»
Unknown page