فقالت فلة بنبرة باكية: لا يوجد أمل!
وعند ذاك صاح دهشان: لعله الغدر!
وخفقت القلوب وتطاير من الأعين الشرر، فعاد دهشان يقول: حتى الأسد يجري عليه الغدر.
فصاح محمود قطائف: الصبر الصبر يا رجال، لا يوجد بحارتنا كاره واحد لخير من حملت الأرض. - يوجد كارهون وغادرون! - احذروا الفتنة واصبروا، والله شهيد.
9
وكان درويش يقدم قرعة لسكير فقبض الرجل على ذراعه وهمس في أذنه: سمعت الرجال وهم يقولون إنه لا يغدر بعاشور إلا درويش!
ففزع الخمار وهرع إلى دكان محمود قطائف وأفضى إليه بما سمع وهو يرتعد من الذعر، حتى ضاق به شيخ الحارة وقال له بحدة: لا تفعل كالنساء. - كيف أتهم وأنا لا أغادر البوظة ليلا ونهارا؟!
فتفكر شيخ الحارة مليا وقال له: اهرب، لم يعد أمامك إلا الهرب.
وقد اختفى درويش زيدان فجأة، فلم يعد يعرف إن كان هرب أم قتل، ولم يسأل أحد عنه، وتجاهله محمود قطائف تماما، وما لبث أن حل محله عليوة أبو راسين بياع المنزول وكأن درويش لم يكن.
10
Unknown page