فحرك رأسه الكبير بحيرة صامتا، فهتفت بحدة: النتيجة أنك بت الزبون الدائم عند درويش!
25
كان يمضي بالكارو عندما مرقت فلة من باب الخمارة فاعترضت طريقه. شد اللجام وهو يقول لنفسه: «لتدركني رحمة السماء.» ودون كلمة وثبت إلى الكارو برشاقة. تربعت وهي تحبك ملاءتها حولها، وكانت سافرة الوجه. نظر إليها مستفهما، فقالت بعذوبة: وصلني إلى مرجوش.
وظهر درويش باسما وهو يقول: في رعايتك، وحسابها عندي.
رأى خيوط العنكبوت ولكنه لم يبال. طرب حتى ثمل. هرس تراثه تحت حوافر الحمار. سارت الكارو وظهره ينصهر بالسخونة.
وإذا بصوتها يقول: لو أنصفت نفسك لكنت الفتوة.
فامتلأ بشاشة وتساءل: أترينني شريرا؟
فضحكت برقة وتساءلت بدورها: وما جدوى الخير مع أناس لا خير فيهم؟ - ما زلت صغيرة.
فقالت بنبرة لاذعة: لم أعامل كصغيرة قط.
فتجهم وجهه مقطبا. وحتى تلك اللحظة لم تغب عن عينيه النظرات المتطلعة إلى حمله الثمين، ووجد نفسه يسألها: لماذا تذهبين إلى مرجوش؟
Unknown page