318

47

وذات ليلة سألته زينات الشقراء وهما في غاية من الانسجام والانبساط: لم لا تحقق آمال الحرافيش؟

فرمقها بدهشة وسألها: ماذا يهمك من ذلك؟

فقبلته وقالت بإخلاص: كي تطارد الحسد فالحسد قتال!

فهز منكبيه استهانة وقال: أصارحك بأنني أحتقر الناس. - ولكنهم مساكين! - لذلك أحتقرهم!

وتقلص وجهه الجميل تقززا، ثم قال: لا تشغلهم إلا لقمة العيش.

فقالت بإشفاق: أفكارك تخيفني. - لم لا يسلمون للجوع كما يسلمون للموت؟!

اجتاحتها ذكريات صباها مثل عاصفة ترابية خانقة، فقالت: الجوع أفظع من الموت!

ابتسم مسبلا جفنيه على نظرة احتقار باردة.

48

Unknown page