277

فقالت بفتور: بل فكر في الأمر مرتين. - فكرت مائة مرة فلم يبق إلا الهرب. - كلا. - كلا! - إنه مستحيل. - إنه ممكن، ستعرفين ذلك قبل طلوع الفجر.

فقالت بعناد: كلا.

فرمقها بذهول فقالت: إنه التشرد والضياع.

فقال بارتياب: لدي ما يكفينا. - كلا. - ألا ترين أني ها هنا مهدد بالقتل؟ - لقد أخطأت وأنت تعرف ذلك! - ما من حيلة أخرى كانت بوسعي! - وما ذنبي أنا؟

فقال بنبرة جنونية: على الزوجة أن تتبع زوجها!

فتبدت صلبة نافرة متحفزة للتملص والمقت، ثم قالت: ليس في وسعك أن تحميني!

فضرب صدره بقبضته وهتف: أيتها الأفعى!

وبحركة غريزية تراجعت إلى النافذة، فهتف: تريدين أن تلعبي لعبتك القديمة!

وقرأت الموت في صفرة نظرته اليائسة وتكور قبضته وتصلب عوده، فصرخت بأعلى صوتها مستغيثة من النافذة، على حين وثب نحوها كالنمر.

58

Unknown page