ففكرت قليلا، ثم قالت: الحق أني لا أطيق ما تدعونني إليه.
فقال بإشفاق: ولكني زوجك. - أيعني هذا أن تدوسني بقدمك؟ - معاذ الله، ولكني ذو حق غير منكور.
فعبس وجهها حتى اكفهر جماله، وقالت بحدة: لا!
فتردد بين الصمت والعناد، ثم آنس منها ازدراء أثاره، فقال بغضب: إني ذو حق.
فقالت باستهانة: لا توجع رأسي بحقك.
فغلبه الغضب أكثر وقال بحدة غير معهودة: لي حق الطاعة.
فحدجته بدهشة ضاعفت من غضبه فعاد يقول: حق الطاعة الكاملة!
فطفح وجهها بالرفض والصلابة وفسد الجو أيما فساد.
44
استمد محمد أنور من يأسه شجاعة. وكان في صميمه مشفقا من فقدها؛ لذلك ما كاد يراها - من دكانه - خارجة إلى طريقها حتى فقد رصانته فاعترض سبيلها وقال لها بحزم: ارجعي إلى البيت!
Unknown page