267

ففكرت قليلا، ثم قالت: الحق أني لا أطيق ما تدعونني إليه.

فقال بإشفاق: ولكني زوجك. - أيعني هذا أن تدوسني بقدمك؟ - معاذ الله، ولكني ذو حق غير منكور.

فعبس وجهها حتى اكفهر جماله، وقالت بحدة: لا!

فتردد بين الصمت والعناد، ثم آنس منها ازدراء أثاره، فقال بغضب: إني ذو حق.

فقالت باستهانة: لا توجع رأسي بحقك.

فغلبه الغضب أكثر وقال بحدة غير معهودة: لي حق الطاعة.

فحدجته بدهشة ضاعفت من غضبه فعاد يقول: حق الطاعة الكاملة!

فطفح وجهها بالرفض والصلابة وفسد الجو أيما فساد.

44

استمد محمد أنور من يأسه شجاعة. وكان في صميمه مشفقا من فقدها؛ لذلك ما كاد يراها - من دكانه - خارجة إلى طريقها حتى فقد رصانته فاعترض سبيلها وقال لها بحزم: ارجعي إلى البيت!

Unknown page