261

فقال له سنقر الشمام: اشتغل بالغناء فالمغنون فيما يبدو خائبون مثلك في الحب.

35

رجع عبد ربه يحمل الأرغفة إلى دار رئيفة هانم بعد أن تشفع له أكثر من رجل طيب. وذات مرة سألها بخشوع: لعلك عني راضية؟

فقالت له ببرود: ما فات مات!

فتردد قليلا، ثم قال بضراعة: دعيني أنفرد بها دقيقة.

فرمقته بحذر، ثم قالت: كلا. - أكلمها إذا أذنت لي حضرتك.

فتفكرت قليلا، ثم نادت زهيرة فجاءت في جلباب كحلي كوردة نضرة. ترامقا مليا فلم ترمش أو تغض بصرها. بدت غريبة بعيدة باردة. صورة متناقضة تماما مع صراع ناشب في الأعماق. قال عبد ربه: قلبي أبيض، لننس ما فات.

فلم تنبس بكلمة، فقال: ندمت على ما كان مني.

فواصلت الصمت حتى قالت رئيفة هانم: تكلمي يا زهيرة.

فقال عبد ربه متشجعا: رغبتي أن أردك، والعشرة لا تهون.

Unknown page