260

34

سكر عبد ربه تماما حتى مادت به أرض البوظة الثابتة. وسأل سنقر الشمام: هل يعيب الرجل أن يبكي؟

فضحك الخمار قائلا: إذا كان في حجم البغل مثلك.

فحمل عبد ربه القرعة بين يديه وجعل يميل بها يمنة ويسرة كأنما يرقص، وراح يقول: تلاش يا عبد ربه، اندفن في الظلام، حتى تراب الحارة أقوى منك. هل جربت قوتك إلا مع العجين وأنت تدفع به داخل الفرن؟ الله يرحمك يا عبد ربه! - ماذا جرى لعقلك؟ - طلق، طلقت، بكلمة انتهيت، حتى القملة تقاوم، يا فرحة العدا فيك يا عبد ربه!

فقال له سنقر محذرا: إطاعة الفتوة شرف!

فانذعر عبد ربه رغم سكره وتمتم: الحمد لله.

ثم وهو يتنهد: وقوة أخرى تطحنني! - ما هي؟ - حب الملعونة بنت الملعونة!

فضحك سنقر وقال: هذا ما يعيب الرجل حقا!

فغنى عبد ربه بصوت مثل النهيق:

عجايب والله عجايب

Unknown page