34
سكر عبد ربه تماما حتى مادت به أرض البوظة الثابتة. وسأل سنقر الشمام: هل يعيب الرجل أن يبكي؟
فضحك الخمار قائلا: إذا كان في حجم البغل مثلك.
فحمل عبد ربه القرعة بين يديه وجعل يميل بها يمنة ويسرة كأنما يرقص، وراح يقول: تلاش يا عبد ربه، اندفن في الظلام، حتى تراب الحارة أقوى منك. هل جربت قوتك إلا مع العجين وأنت تدفع به داخل الفرن؟ الله يرحمك يا عبد ربه! - ماذا جرى لعقلك؟ - طلق، طلقت، بكلمة انتهيت، حتى القملة تقاوم، يا فرحة العدا فيك يا عبد ربه!
فقال له سنقر محذرا: إطاعة الفتوة شرف!
فانذعر عبد ربه رغم سكره وتمتم: الحمد لله.
ثم وهو يتنهد: وقوة أخرى تطحنني! - ما هي؟ - حب الملعونة بنت الملعونة!
فضحك سنقر وقال: هذا ما يعيب الرجل حقا!
فغنى عبد ربه بصوت مثل النهيق:
عجايب والله عجايب
Unknown page