30
انذعرت رئيفة لفكرة الانفصال وأعلنت عن مخاوفها، حتى قال لها رمانة: أنت أيضا لا تثقين في!
فقالت بلين ومداهنة: إنك أهل للثقة إذا أقلعت عن عاداتك السيئة. - سأقلع عنها حتما إذا اضطررت لتحمل مسئوليتي! - وهل تعرف العمل حقا؟
فقطب متسائلا فقالت: يلزمك وقت للتدريب يا رمانة، احذر العناد والغرور، كان الرأي دائما رأي أخيك، هو عاقد الصفقات، هو الرحالة، هو كل شيء، وأنت متربع وراء مكتبك لا شيء!
فتلظى بالحقد مليا، ثم قال: وما العمل إذا صمم على تحقيق فكرته؟
فقالت والشر يتراقص في عينيها: يجب منعه بأي ثمن. - بالقوة؟ - بأي ثمن! أتدري ما معنى أن تستقل الآن؟ أن تفلس في أيام أو أسابيع، أخ وجيه وأخ فتوة وأخ شحاذ! - والعمل؟ - بادر بالملاينة، في الوقت نفسه غير حياتك، اشترك في العمل، ثم نفكر في كل شيء.
صمت متجهما، فرجعت تقول: خسائرك فادحة، ماذا يبقى لك لو وقع الانفصال الآن؟ تذكر ذلك، وتذكر أيضا.
وسكتت قليلا، ثم واصلت: وتذكر أيضا أنه لا يوجد مستحيل.
31
مضى قرة يستعد لسفر عاجل. اقترح رمانة عليه أن يؤجل فكرة الانفصال لحين عودته، وقال له برقة غير معهودة: ربما وجدتني لدى عودتك شخصا آخر.
Unknown page